وإلى م أقل منه فيما كان على حرف واحد نحو : بم ولم ، قال أبو حيان : «وقد جاء في السبعة الوقف على ما الاستفهامية المجرورة بالحرف ، وإن كان أكثر وقوفهم عليها بغير الهاء وذلك باتباع رسم المصحف ، والذين نقلوا اللسان العربي ذكروا أن الأكثر والأفصح الوقف بالهاء» ا ه.
ويجوز اتصال الهاء بكل متحرك حركة غير إعرابية سواء كانت بنائية نحو : هوه وهيه وثمه وإنه أم لا نحو : الزيدانه والمسلمونه ويجوز في ذلك ترك الهاء والوقف بالسكون ، ولا تتصل بمنادى مضموم ولا بمبني لقطعه عن الإضافة نحو : (مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) [الروم : ٤] ، وشذ قوله :
١٨٠٠ ـ وأضحى من عله
ولا باسم لا نحو : لا رجل ولا بفعل ماض نحو : ضرب ، وعلة هذه أن حركاتها وإن كانت بناء فهي شبيهة بحركات الإعراب ؛ لوجودها عند مقتضياتها وانتفائها عند عدمها ورجوعها إلى أصلها من الإعراب ، وأما حركة الفعل الماضي وإن كان مبنيا بالأصل فإنه شبيه بالمضارع كما مر أول الكتاب ، وما ذكر من أنها لا تلحق الماضي هو مذهب سيبويه والجمهور ، وقيل : تلحقه مطلقا ؛ لأنه مبني على حركة لازمة فلحقته قياسا على غيره من المبنيات ، وقيل : تلحقه إن لم يخف لبس ولا تلحقه إن خيف ، فيقال في قعد : قعده ، ولا يقال في ضرب : ضربه ؛ لئلا يلتبس بضمير المفعول بخلاف قعده فإنه لا يتعدى إلى مفعول فلا يلبس ، وهو معنى قولي : «وثالثها تلحق اللازم» ، أي : دون المتعدي.
(ص) وقد يوقف على حرف موصلا بألف أو همزة ، والأفصح الوقف على الروي بمدة ، ويجري الوصل كالوقف ضرورة كثيرا ودونها قليلا.
(ش) مثال المسألة الأولى قوله :
١٨٠١ ـ قد وعدتني أمّ عمرو أن تا
أي : تأتي ، فوقف على حرف المضارعة ووصله بألف ، وقوله :
__________________
١٨٠٠ ـ الرجز لأبي مروان في شرح التصريح ٢ / ٣٤٦ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١٢٣٥ ، وتقدم الشاهد برقم (٧٩١).
١٨٠١ ـ الرجز لحكيم بن معية التميمي في الموشح ص ١٥ ، وبلا نسبة في الخصائص ١ / ٢٩١ ، ولسان العرب ١ / ١٦٤ ، مادة (نتأ) ، ٩ / ٢٩٢ ، مادة (قنف) ، ١٥ / ١٦٢ ، مادة (فلا) ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١١٢٠.