(ش) للحال أقسام باعتبارات فتنقسم بحسب قصدها لذاتها والتوطئة بها إلى قسمين :مقصودة وهو الغالب ، وموطئة وهي الجامدة الموصوفة نحو : (فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا) [مريم : ١٧] ، وتقول : جاءني زيد رجلا محسنا.
وتنقسم بحسب التبيين والتأكيد إلى قسمين : مبينة وهو الغالب وتسمى مؤسسة أيضا ، وهي التي تدل على معنى لا يفهم مما قبلها ، ومؤكدة وهي التي يستفاد معناها بدونها ، وإثباتها مذهب الجمهور ، وذهب المبرد والفراء والسهيلي إلى إنكارها ، وقالوا : لا تكون الحال إلا مبينة ؛ إذ لا يخلو من تجديد فائدة ما عند ذكرها ، وعلى إثباتها هي ثلاثة أنواع : مؤكدة لمضمون الجملة ، وشرط الجملة كون جزئيها معرفتين ؛ لأن التأكيد إنما يكون للمعارف ، وكونهما جامدين لا مشتقين ولا في حكمهما ، وفائدتها إما بيان تعين نحو : زيد أخوك معلوما نحو :
٩٤٠ ـ أنا ابن دارة معروفا بها نسبي
أو فخر نحو : أنا فلان شجاعا أو كريما ، أو تعظيم نحو : هو فلان جليلا مهيبا ، أو تحقير نحو : هل فلان مأخوذا مقهورا ، أو تصاغر نحو : أنا عبدك فقيرا إلى عفوك ، أو وعيد نحو : أنا فلان متمكنا فاتق غضبي.
وفي عاملها أقوال : أحدها : أنه مضمر تقديره إذا كان المبتدأ (أنا أحق) أو (أعرف) أو (أعرفني) ، وإذا كان غيره (أحقه) أو (أعرفه).
الثاني : أنه المبتدأ مضمنا معنى التنبيه ، وعليه ابن خروف.
الثالث : أنه الخبر مؤولا بمسمى وعليه الزجاج ، ولظهور تكلف القولين كان الراجح الأول.
مؤكدة لعاملها وهي التي يستفاد معناها من صريح لفظ عاملها ، فالأكثر أن تخالفه لفظا نحو : (وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) [التوبة : ٢٥] ، (وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) [مريم : ١٥] ، (فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً) [النمل : ١٩] ، (وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) [البقرة : ٦٠] ، وقد توافقه نحو :
__________________
٩٤٠ ـ البيت من البسيط ، وهو لسالم بن دارة في خزانة الأدب ١ / ٤٦٨ ، ٢ / ١٤٥ ، ٣ / ٢٦٥ ، ٢٦٦ ، والخصائص ٢ / ٢٦٨ ، ٣١٧ ، ٣٤٠ ، ٣ / ٦٠ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٥٤٧ ، وشرح المفصل ٢ / ٦٤ ، والكتاب ٢ / ٧٩ ، والمقاصد النحوية ٣ / ١٨٦ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ١ / ٢٥٥ ، ٢ / ١٨٥ ، وشرح شذور الذهب ص ٣٢٠ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٣٨ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٤١٠.