ودم لنا أنت ما عنّ الهلال وما |
|
غنّى المطوّق في زاه من الزّهر |
ودام مجدك محروسا بأربعة : |
|
العزّ والنّصر والإقبال والظفر |
٧٨ ـ ترجمة مؤلّف هذا الكتاب عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمد بن سابق الدين بن الفخر عثمان بن ناظر الدين محمد بن سيف الدين خضر بن نجم الدين أبي الصلاح أيّوب بن ناصر الدين محمد بن الشيخ همام الدين الهمام الخضيريّ الأسيوطيّ.
وإنّما ذكرت ترجمتي في هذا الكتاب اقتداء بالمحدّثين قبلي ، فقلّ أن ألّف أحد منهم تاريخا إلا وذكر ترجمته فيه ؛ وممّن وقع له ذلك الإمام عبد الغافر الفارسيّ في تاريخ نيسابور ، وياقوت الحمويّ في معجم الأدباء ، ولسان الدين بن الخطيب في تاريخ غرناطة ، والحافظ تقيّ الدين الفارسيّ في تاريخ مكة ، والحافظ أبو الفضل بن حجر في قضاة مصر ، وأبو شامة في الروضين ؛ وهو أروعهم وأزهدهم ، فأقول :
أما جدّي الأعلى همام الدّين ؛ فكان من أهل الحقيقة ، ومن مشايخ الطريق ، وسيأتي ذكره في قسم الصوفيّة ، ومن دونه كانوا من أهل الوجاهة والرئاسة ؛ منهم من ولي الحكم ببلده ، ومنهم من ولي الحسبة بها ، ومنهم من كان تاجرا في صحبة الأمير شيخون ، وبنى مدرسة بأسيوط ، ووقف عليها أوقافا ، ومنهم من كان متموّلا ، ولا أعرف منهم من خدم العلم حقّ الخدمة إلا والدي ، وسيأتي ذكره في قسم الفقهاء الشافعية.
وأمّا نسبتنا بالخضيريّ ، فلا أعلم ما تكون إليه هذه النسبة إلّا الخضيريّة ، محلّة ببغداد ؛ وقد حدّثني من أثق به ، أنّه سمع والدي رحمهالله تعالى يذكر أنّ جده الأعلى كان أعجميا أو من الشرق ؛ فالظاهر أنّ النسبة إلى المحلّة المذكورة ، وكان مولدي بعد المغرب ليلة الأحد مستهلّ رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة.
وحملت في حياة أبي إلى الشيخ محمد المجذوب ، رجل كان من كبار الأولياء بجوار المشهد النفيسيّ ، فبرّك عليّ ، ونشأت يتيما ، فحفظت القرآن ولي دون ثماني سنين ، ثمّ حفظت العمدة ، ومنهاج الفقه والأصول ، وألفيّة ابن مالك ؛ وشرعت في الاشتغال بالعلم ، من مستهلّ سنة أربع وستّين ، فأخذت الفقه والنحو عن جماعة من الشيوخ ، وأخذت الفرائض عن العلّامة فرضيّ زمانه الشيخ شهاب الدين الشار مساحيّ الذي كان يقال إنّه بلغ السنّ العالية وجاوز المائة بكثير ، والله أعلم بذلك ؛ قرأت عليه في شرحه على المجموع ، وأجزت بتدريس العربية في مستهلّ سنة ستّ وستّين وثمانمائة.