قال يحيى بن عمر : سمعت أبا النجم ينشده هكذا.
عمل إن وأخواتها عكس عمل كان :
(ص) مسألة : تعمل عكس كان ، وقال الكوفية : الخبر باق ، وتعدده ككان ، ولا تخبر بواحد عن متعاطفين بتكريرها ، ولا تدخل على ما لا يدخله دام ، وفيما خبره نهي خلف ، ومنع الأخفش وقوع سوف خبر ليت ، ومبرمان الماضي ل : لعل ، ويختص بجواز أن فيه ، وبالممكن ، وجوز الفراء نصب جزأي ليت ، وابن سلام وابن الطراوة الباقي ، وتقع أن اسما لها بفصل ، ولليت بدونه فيسد عن الجزأين ، وألحق الأخفش بليت لعل وكأن ولكن ، والفراء إن وأن.
(ش) لما كان لهذه الأحرف شبه بكان في لزوم المبتدأ والخبر والاستغناء بهما عملت عملها معكوسا ؛ ليكونا معه كمفعول قدم وفاعل أخر ، تنبيها على الفرعية ، ولأن معانيها في الأخبار فكانت كالعمد ، والأسماء كالفضلات فأعطيا إعرابيهما ، ولا خلاف بين الفريقين أنها الناصبة للاسم ، واختلف في الخبر : فمذهب البصريين أنها الرافعة له أيضا ، ومذهب الكوفيين أنها لم تعمل فيه شيئا ، بل هو باق على رفعه قبل دخولها ، واستدل له السهيلي بأنها أضعف من الأفعال فلم يجز أن تعمل عملهن ، وسمع من العرب نصب الجزأين بعدها فقيل : هو مؤول وعليه الجمهور ، وقيل : سائغ في الجميع وأنه لغة وعليه أبو عبيد القاسم بن سلام وابن الطراوة وابن السيد ، وقيل : خاص بليت وعليه الفراء ، ومن الوارد في ذلك قوله :
٤٩٩ ـ إن حرّاسنا أسدا
وقوله :
٥٠٠ ـ إنّ العجوز خبّة جروزا
__________________
ـ وشرح المفصل ٨ / ٧٩ ، والممتع في التصريف ١ / ٣٩٥ ، والمخصص ١٣ / ٢٧٥ ، وبلا نسبة في رصف المباني ص ٣٧٦ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١٢٣٤.
٤٩٩ ـ البيت من الطويل ، وهو لعمر بن أبي ربيعة في الجنى الداني ص ٣٩٤ ، وشرح شواهد المغني ص ١٢٢ ، وليس في ديوانه ، وهو بلا نسبة في الخزانة ٤ / ١٦٧ ، وشرح الأشموني ١ / ١٣٥ ، ٢٦٩ ، ومغني اللبيب ص ٣٧ ، انظر المعجم المفصل ١ / ١٩٨.
٥٠٠ ـ الرجز لأم الهيثم في الفاضل ص ٢٢ ، وبلا نسبة في نوادر أبي زيد ص ١٧٢ ، والمقاييس ١ / ٤٤١ ، وكتاب العين ٦ / ٦٤ ، وتهذيب اللغة ١٣ / ٢١٥ ، واللسان ، مادة (لبز) ، والتاج ، مادة (لبز) ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١١٧٥.