واستحال كقوله :
٣٦٥ ـ إن العداوة تستحيل مودّة |
|
بتدارك الهفوات بالحسنات |
وفي الحديث : «فاستحالت غربا» (١) ، وتحول كقوله :
٣٦٦ ـ فيا لك من نعمى تحوّلن أبؤسا
وارتد كقوله تعالى : (فَارْتَدَّ بَصِيراً) [يوسف : ٩٦].
والتاسع : قولهم : ما جاءت حاجتك ، قيل : وأول من قالها الخوارج لابن عباس
حين أرسله علي إليهم ، ويروى برفع حاجتك على أن ما خبر جاءت قدم ؛ لأنه اسم استفهام ، والتقدير : أية حاجة صارت حاجتك ، وبنصبه على أنه الخبر والاسم ضمير ما ، والتقدير : أية حاجة صارت حاجتك ، وما مبتدأ والجملة بعدها خبر.
والعاشر : قعد ، من قولهم : شحذ شفرته حتى قعدت كأنها حربة ، أي : صارت كأنها حربة ف : كأنها حربة خبر قعدت ، فالملحقون طردوا استعمال هذين الفعلين ؛ لقوة الشبه بينهما وبين صار ، وجعلوا من ذلك جاء البر قفيزين وصاعين ، وقعد لا يسأل حاجة إلا قضاها ، أي : صار ، وجعل منه الزمخشري قوله تعالى : (فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً) [الإسراء : ٢٢] ، وغيرهم قصروهما على ذينك المثالين وقالوا في الثمانية الأول : إن المنصوب فيها حال ، وإن آلت بمعنى حلفت ، ولا تكلمنا جواب القسم ، ووافق عليه ابن مالك في آل وقعد ، وألحق قوم منهم الزمخشري وأبو البقاء والجزولي وابن عصفور بأفعال هذا الباب غدا وراح بمعنى صار ، أو بمعنى وقع فعله في وقت الغدو والرواح ، وجعل من ذلك حديث : «اغد عالما» (٢) ، وحديث : «تغدو خماصا وتروح بطانا» (٣) ، وتقول : غدا زيد ضاحكا،
__________________
٣٦٥ ـ البيت من الكامل ، وهو بلا نسبة في شفاء العليل ص ٣١٢.
٣٦٦ ـ البيت من الطويل ، وهو لامرىء القيس في ديوانه ص ١٠٧ ، والخزانة ١ / ٣٣١ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٦٩٥ ، واللسان ، مادة (علل) ، وبلا نسبة في مغني اللبيب ١ / ٢٨٨ ، وشرح الأشموني ١ / ٢٢٩ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٤٥٩.
(١) أخرجه البخاري ، كتاب المناقب ، باب مناقب عمر بن الخطاب أبي حفص العدوي (٣٦٨٣) ، ومسلم ، كتاب الفضائل الصحابة باب من فضائل عمر رضياللهعنه (٢٣٩٣).
(٢) أخرجه الدارمي في سننه ، كتاب المقدمة ، باب في ذهاب العلم (٢٤٨).
(٣) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ٢ / ١٦٦ (١١٨٢).