فحسن معها تخفيف اللفظ ، ومثال ما اجتمعت فيه الشروط والطول : (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ) [الزخرف : ٨٤] ، أي : هو إله.
(ص) وتبنى حينئذ على الضم عند سيبويه ، وغلطه الزجاج ، والمختار وفاقا للكوفية والخليل ويونس إعرابها ، فإن حذف مضافها أعربت على الصواب كما لو ذكرا ، أو العائد ، وقيل : تبنى مع الظرف مطلقا ، وتصرف مع التاء وعن أبي عمرو لا ، وقيل : هو فيما إذا سمي.
(ش) لأي الموصولة أربعة أحوال :
أحدها : أن يذكر مضافها وعائدها نحو : جاءني أيهم هو قائم.
والثاني : أن يحذف مضافها ويذكر عائدها نحو : اضرب أيا هو قائم ، وهي معربة في هذين الحالين بإجماع.
الثالث : أن تضاف ويحذف عائدها كقوله تعالى : (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ) [مريم : ٦٩] ، وقول الشاعر :
٢٩٨ ـ فسلّم على أيّهم أفضل
وهي في هذه الحالة مبنية على الضم عند سيبويه والجمهور ؛ لشدة افتقارها إلى ذلك المحذوف ، وهذا يستلزم بناءها في الحالة الرابعة ، وقيل : لا ؛ لأن قياسها البناء وإعرابها مخالف له ، فلما نقص من صلتها التي هي موضحة ومبينة لها رجعت إلى ما عليه أخواتها ، وبنيت على الضم تشبيها بقبل وبعد ؛ لأنه حذف من كل ما يبينه.
وذهب الكوفيون والخليل ويونس إلى إعرابها حينئذ ، وأولوا الآية على الحكاية أو التعليق ، على أن فيها قراءة بالنصب ، وقال ابن مالك : إعرابها حينئذ قوي ؛ لأنها في الشرط والاستفهام تعرب قولا واحدا ، فكذا في الموصولة.
الرابع : أن تقطع عن الإضافة ، ويحذف العائد نحو : اضرب أيا قائم ، وهي في هذه الحالة معربة ، قال ابن مالك : بلا خلاف ، وقد ذهب بعض النحويين إلى بنائها هنا قياسا على الحال الثالث نقله أبو حيان والرضي ، فلذا أشرت إلى الخلاف بقولي : «على
__________________
٢٩٨ ـ ذكر هذا الشاهد في نسخة العلمية بدون شرح.