تقع الحضورية إلا بعد اسم الإشارة نحو : جاءني هذا الرجل ، وأي في النداء نحو : يا أيها الرجل ، وإذا الفجائية نحو : خرجت فإذا الأسد ، أو في اسم الزمان الحاضر نحو : الآن والساعة ، وما في معناهما ، وما عدا ذلك لا تكون فيه للحضور إلا أن يقوم دليل على ذلك ، وقال ابن هشام : فيما ذكره ابن عصفور نظر ؛ لأنك تقول : لشاتم رجل بحضرتك لا تشتم الرجل ، فهذه للحضور في غير ما ذكر ، ولأن التي بعد إذا ليست لتعريف شيء حاضر حالة التكلم فلا تشبه ما الكلام فيه ، ولأن الصحيح في الداخلة على الآن أنها زائدة لا معرفة ، وما ذكر من تقسيم أل إلى عهدية وجنسية هو مذهب الجمهور.
وخالف أبو الحجاج يوسف بن معزوز ، فذكر أن أل لا تكون إلا عهدية ، فإذا قلت :الدينار خير من الدرهم فمعناه هذا الذي عهدته بقلبي على شكل كذا خير من الذي عهدته على شكل كذا ، فاللام للعهد أبدا لا تفارقه ، وقال ابن عصفور : لا يبعد عندي أن تسمى الألف واللام اللتان لتعريف الجنس عهديتين ؛ لأن الأجناس عند العقلاء معلومة مذ فهموها ، والعهد تقدم المعرفة ، وقال ابن بابشاذ : العهدية بالأعيان ، والجنسية بالأذهان.
(ص) والمختار وفاقا للكوفية نيابتها عن الضمير ، قال ابن مالك : لا في الصلة.
(ش) اختلف في نيابة أل عن الضمير المضاف إليه فمنعه أكثر البصريين ، وجوزه الكوفية وبعض البصريين وكثير من المتأخرين ، وخرجوا عليه : (فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى) [النازعات : ٤١] ، ومررت برجل حسن الوجه ، والمانعون قدروا له ومنه ، وقيد ابن مالك الجواز بغير الصلة ، وقال الزمخشري في (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ) [البقرة : ٣١] : إن الأصل أسماء المسميات ، فجوز إنابتها عن الظاهر ، وقال أبو شامة في قوله : بدأت ببسم الله في النظم : إن الأصل في نظمي ، فجوز إنابتها عن ضمير المتكلم ، قال ابن هشام : والمعروف من كلامهم إنما هو التمثيل بضمير الغائب.
(ص) وزيدت لازما في اليسع ، وقيل : للمح ، والذي ، قيل : والآن ، ونادرا في علم وحال وتمييز ومضافة ، قال الأخفش : ومررت بالرجل مثلك ، وخير منك ، والخليل : ما بعده نعت لنيتها ، وابن مالك : بدل ، وابن هشام ك : (اللَّيْلُ نَسْلَخُ) [يس : ٣٧].
(ش) تقع أل زائدة وهي نوعان لازمة وهي التي في الموصولات بناء على أن تعريفها بالصلة والتي في اليسع ، وقيل : إنها للمح والتي في الآن على أحد القولين فيه ، وغير لازمة وهي نادرة كالداخلة على بعض الأعلام في قوله :