التى تسىء إلى سمعة المكيين تشيع هنا أيضا فى المدينة المنورة ، يزاد على ذلك أن تشدد أهل المدينة الدينى لم يمنعهم من تعاطى المسكرات ، التى يصنعها الزنوج ، كما يصنعون أيضا نبيذ التمر ، الذى يصنعونه عن طريق سكب الماء على التمر ثم تركه يتخمر. وأنا أرى أن أهل المدينة شأنهم شأن أهل مكة ، عديمو القيمة ، ومع ذلك ، يحاول أهل المدينة المنورة التمسح فى الشخصية التركية الشمالية ؛ ولذلك ، يتنازل أهل المدينة عن تلك المناقب الطيبة القليلة جدا فى شخصيتهم ، فى الوقت الذى يبقى فيه المكيون على هذه المناقب. وأنا عند ما أقدم هذه الشخصية العامة لأهل المدينة المنورة ، لا أبنى تفاصيل هذه الصورة أو الشخصية على الخبرة القصيرة التى اكتسبتها من مقامى معهم فى المدينة ، وإنما أسستها على معلومات حصلت عليها من كثير من الأفراد ، هم من مواطنى المدينة المنورة ، التقيتهم فى كل منطقة من مناطق الحجاز. أهل المدينة المنورة يبدون مسرفين تماما مثل أهل مكة. ذاع فى المدينة المنورة أن فيها اثنين أو ثلاثة تقدر ثروة كل منهم بما يتردد بين عشرة آلاف جنيه إسترلينى واثنى عشر ألف جنيه ، يستعمل الواحد منهم نصفها فى الثروة العقارية والنصف الآخر فى التجارة. ويقال إن أسرة عبد الشكور هى أغنى أسر المدينة المنورة. التجار الآخرون لهم رءوس أموال أقل بكثير من رءوس أموال هؤلاء الثلاثة ، إذ يتراوح رأسمال الواحد منهم بين أربعمائة جنيه إسترلينى وخمسمائة جنيه فقط ، ولكن السواد الأعظم من السكان ملحق على المسجد النبوى ، أو من بين أولئك الذين يكسبون عيشهم من الحوافز والصدقات ، ومن الحجاج ، وهم ينفقون دخلهم السنوى إلى آخر مليم. هؤلاء الناس يبدون من الناحية المظهرية أغنى وأثرى من المكيين ، نظرا لأنهم أفضل من المكيين من حيث الملبس ، ومع ذلك لا يمكن مقارنة حجم الثروة هنا بحجم الثروة فى مكة.
يقال إن أهل المدينة المنورة يعيشون فى منازلهم عيشة فقيرة فيما يتعلق بالطعام ، ومع ذلك فإن بيوتهم مؤثثة تأثيثا طيبا ، وإنهم ينفقون مبالغ كبيرة على ملبسهم. العبيد لا ينتشرون فى المدينة المنورة كما هو الحال فى مكة ، ومع ذلك هناك عدد كبير من الأحباش يعيشون هنا فى مدينة الرسول صلىاللهعليهوسلم ، يضاف إلى ذلك ، عدد من النساء