الأعلام من أن وفاته كانت سنة ٢٧٨ [ه] ، وكأنّه تبع جرجي زيدان الذي صدّر ترجمته بهذا التأريخ ، لكنه يقول في أثنائها في تأريخ آداب اللغة العربية (١) : «ولكن يؤخذ من سياق كتبه أنه توفي بعد سنة ٢٧٨ [ه]».
والمترجم له من معاصري أبي حنيفة الدينوري (٢) المتوفى سنة ٢٨٢ [ه] ؛ كما وأنه صحبه سعيد الطبيب (٣) ، وأن حفيده محمد بن أحمد بن خليل التميمي المقدسي ابن سعيد المذكور يروي في كتابه «جيب العروس وريحان النفوس» عن اليعقوبي بواسطة أبيه أحمد وجده خليل.
ذكر ياقوت الحموي (٤) في معجم الأدباء من آثار المترجم له التأريخ الكبير الذي
__________________
(١) تاريخ آداب اللغة العربيّة ، ج ٢ / ص ١٩٧.
(٢) أبو حنيفة الدينوري : هو أحمد بن داود بن ونند الدينوري ، أبو حنيفة ، مهندس ، مؤرّخ ، نباتي ، من نوابغ الدهر ، قال أبو حيّان التوحيدي ، جمع بين حكمة الفلاسفة وبيان العرب.
له تصانيف نافعة منها : «الأخبار الطوال» ، وهو عبارة عن مختصر في التاريخ. و «الأنواء» ، وهو كتاب كبير. و «النبات» ، وقد طبع منه الجزء الثالث ونصف الخامس. و «تفسير القرآن» ، وهو ثلاثة عشر مجلّدا. و «ما تلحن فيه العامة». و «الشعر والشعراء». و «الفصاحة». و «البحث في حساب الهند». و «الجبر والمقابلة». و «البلدان». و «إصلاح المنطق». وللمؤرخين ثناء كبير عليه وعلى كتبه. للاستزادة يراجع : إرشاد الأريب (١ : ١٢٣). والجواهر المضية (١ : ٦٧). وإنباه الرواة (١ : ٤١). خزانة الأدب للبغدادي (١ : ٢٥).
(٣) سعيد الطبيب : هو سعيد بن البطريق ، طبيب مؤرخ ، من أهل مصر ، ولد بالفسطاط ، وأقيم بطريركا في الإسكندرية وسمّي أنتيشيوس سنة ٣٢١ ه ، وهو أوّل من أطلق اسم «اليعاقبة» على السريان الذين اتبعوا تعاليم يعقوب البرادعي المتوفى سنة ٥٧٨ م. له «نظم الجوهر» كتاب في التاريخ. و «الجدل بين المخالف والنصراني». و «علم وعمل». للاستزادة يراجع : طبقات الأطباء (٢ : ٨٦). وآداب اللغة (٢ : ٢٠٠).
(٤) ياقوت الحموي : هو ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي ، أبو عبد الله ، شهاب الدين ، مؤرخ ثقة ، من أئمة الجغرافيين ، ومن العلماء باللغة والأدب ، أصله من الروم ، أسر من بلاده صغيرا ، وابتاعه ببغداد تاجر اسمه عسكر بن إبراهيم الحموي ، فربّاه وعلّمه وشغّله بالأسفار في متاجره ، ثم أعتقه سنة ٥٩٦ ه وأبعده ، فعاش من نسخ الكتب بالأجرة ، وعطف عليه مولاه بعد ذلك ، فأعطاه شيئا من المال واستخدمه في تجارته ، فاستمر إلى أن توفي مولاه ، فاستقل بعمله ، ورحل رحلة واسعة انتهى بها إلى مرو بخراسان ، وأقام بتجر ، ثم انتقل إلى خوارزم. وبينما هو فيها خرج التتر سنة ٦١٦ ه فانهزم بنفسه تاركا ما يملك ، ونزل ـ