القضاة ، ثم باب العامة ودار الخليفة وهي دار العامة التي يجلس فيها يوم الاثنين ، ثم الخزائن خزائن الخاصة ، وخزائن العامة ، ثم قطيعة مسرور سمانة الخادم وإليه الخزائن.
ثم قطيعة قرقاس الخادم وهو خراساني ، ثم قطيعة ثابت الخادم ، ثم قطيعة أبي الجعفاء وسائر الخدم الكبار ، والشارع الثاني يعرف بأبي أحمد ، وهو أبو أحمد بن الرشيد أول هذا الشارع من المشرق دار بختيشوع (١) المتطبب التي بناها في أيام المتوكل.
ثم قطائع قواد خراسان ، وأسبابهم من العرب ، ومن أهل قم ، وأصبهان ، وقزوين ، والجبل ، وآذربيجان يمنة في الجنوب مما يلي القبلة فهو نافذ إلى شارع السريجة الأعظم ، وما كان مما يلي الشمال ظهر القبلة فهو نافذ إلى شارع أبي أحمد ديوان الخراج الأعظم ، وقطيعة عمر ، وقطيعة للكتاب ، وسائر الناس ، وقطيعة أبي أحمد بن الرشيد في وسط الشارع ، وفي آخره مما يلي الوادي الغربي الذي يقال له : وادي إبراهيم بن رياح قطيعة ابن أبي دؤاد ، وقطيعة الفضل بن مروان ، وقطيعة محمد بن عبد الملك الزيّات ، وقطيعة إبراهيم بن رياح في الشارع الأعظم ، ثم تتصل
__________________
ـ عنده أحد. كان مع تقدّمه في الفقه وأدب القضاء ، حسن العشرة ، حلو الحديث ، استولى على قلب المأمون حتى أمر بأن لا يحجب عنه ليلا ولا نهارا. وله غزوات وغارات ، منها أن المأمون وجهه سنة ٢١٦ ه إلى بعض جهات الروم ، فعاد ظافرا. ولما مات المأمون وولي المعتصم ، عزله عن القضاء ، فلزم بيته ، وآل الأمر إلى المتوكّل فردّه إلى عمله. ثم عزله سنة ٢٤٠ ه ، وأخذ أمواله ، فأقام قليلا ، وعزم على المجاورة بمكّة ، فرحل إليها فبلغه أن المتوكل صفا عليه ، فانقلب راجعا ، فلما كان بالربذة من قرى المدينة مرض وتوفي فيها سنة ٢٤٢ ه / ٨٥٧ م. قال ابن خلكان : وكانت كتب يحيى في الفقه أجلّ الكتب ، فتركها الناس لطولها ، وله كتب في الأصول ، وكتاب أورده على العراقيين سمّاه «التنبيه» وبينه وبين داود بن علي مناظرات. وكان يتّهم بأمور شاعت عنه وتناقلها الناس في أيامه وتداولها الشعراء ، فذكر شيء منها للإمام أحمد بن حنبل ، فقال سبحان الله من يقول هذا؟ وأنكر ذلك إنكارا شديدا ، وأشار إلى حسد الناس له.
(١) بختيشوع بن جبرائيل بن بختيشوع بن جرجس ، ومعنى بختيشوع : عبد المسيح وهذا اللفظ سرياني الأصل. وبختيشوع طبيب سرياني الأصل مستعرب. قربة الخلفاء العباسيون ولا سيما المتوكّل العباسي ، فعلت مكانته وأثرى حتى كان يضاهي المتوكّل في الفرش واللبس. خدم الواثق ، والمتوكّل ، والمستعين ، والمهتدي ، والمعتزّ. وصنف كتابا في الحجامة على طريقة السؤال والجواب. مات ببغداد سنة ٢٥٦ ه / ٨٧٠ م.