وهو نهر قرطبة دخلها المجوس الذين يقال لهم الروس سنة تسع وعشرين ومائتين فسلبوا ونهبوا وحرقوا وقتلوا.
وغربي إشبيلية مدينة يقال لها البسلة (١) نزلها العرب أول ما دخل البلد مع طارق مولى موسى بن نصير اللخمي ، وغربيها مدينة يقال لها باجة نزلها العرب أيضا مع طارق ، وغربيها على البحر المالح المحيط مدينة يقال لها الأشبونة (٢) ، وغربيها على البحر أيضا مدينة يقال لها أحسونبة وهي الأندلس في الغرب على البحر الذي يأخذ إلى بحر الخزر.
ومما يلي الشرق من هذه المدينة يقال لها ماردة (٣) على نهر عظيم وبينها وبين قرطبة أربعة أيام وهي غربي قرطبة وهي تحاذي أرض الشرك وجنس منهم يقال لهم الجلالقة وهي في الجزيرة.
ثم يخرج من قرطبة مشرقا إلى مدينة يقال لها جيان وبها من كان من جند قنسرين والعواصم وهم أخلاط من العرب من معد واليمن ، ومن جيان ذات الشمال إلى مدينة طليطلة (٤) وهي مدينة منيعة جليلة ليس في الجزيرة مدينة أمنع منها وأهلها يخالفون على بني أمية ، وهم أخلاط من العرب والبربر والموالي ولها نهر عظيم يقال له دوير.
ومن طليطله لمن أخذ مشرقا إلى مدينة يقال لها وادي الحجارة كان عليها رجل من البربر يقال له مسل بن فرج الصنهاجي يتولاها يدعو لبني أمية ، ثم صار ولده وذريته
__________________
ـ ، وبها كان بنو عبّاد ، ولمقامهم بها خربت قرطبة ، وهي قريبة من البحر ، ومما فاقت به على غيرها من نواحي الأندلس زراعة القطن ، فإنه يحمل منها إلى جميع بلاد الأندلس والمغرب ، وهي على شاطىء عظيم قريب في العظم من دجلة أو النيل تسير فيه المراكب المثقلة. (معجم البلدان ج ١ / ص ٢٣٢).
(١) البسلة : بالسين الساكنة ، رباط يرابط به المسلمون. (معجم البلدان ج ١ / ص ٥٠٢).
(٢) أشبونة : وهي مدينة بالأندلس يقال لها : لشبونة ، وهي متّصلة بشنترين قريبة من البحر المحيط ، يوجد على ساحلها العنبر الفائق. (معجم البلدان ج ١ / ص ٢٣١).
(٣) ماردة : كورة واسعة من نواحي الأندلس متصلة بحوز فرّيش بين المغرب والجوف ، هي مدينة رائعة كثيرة الرخام عالية البنيان فيها آثار قديمة حسنة تقصد للفرجة والتعجّب بينها وبين قرطبة ستة أيام. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٤٦).
(٤) طليطلة : مدينة كبيرة ذات خصائص محمودة بالأندلس ، وهي غربي بلاد الروم ، وكانت قاعدة الملوك القرطبيين وموضع قرارهم ، وهي على شاطىء نهر تاجه وعليه القنطرة. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٤٥).