عتاب المرء نفسه (١)
[١٧ ـ] أنا المفرط أطلعت العدوّ على |
|
سرّي وأودعت نفسي كفّ مخترم |
وهذا النوع أدخله ابن المعتز (٢) في البديع ، وعدّه منه ، وليس فيه شيء منه ، بل هو صفة حال واقعة ، ولم يمكن أني أخلّ بذكره (*) ، وهو كقول المتنبي (٣) : [الكامل] :
وأنا الذي اجتلب المنية طرفه |
|
فمن المطالب والقتيل القاتل |
ردّ العجز على الصّدر (٤)
[١٨ ـ] فمي تحدث عن سرّي فما ظهرت |
|
سرائر القلب إلّا من حديث فمي |
وأمثلة (٥) هذا النوع كثيرة ، وله عدّة ضروب ، وهو عبارة عن أن يأتي الشاعر بكلمة في صدر البيت ، متقدمة أو متأخرة ، ثم يأتي بلفظها أو
__________________
(١) الديوان : ٤٧٧ ، والخزانة : ١٤٤ وبديع القرآن : ٦٣ والتحرير : ١٦٦.
(٢) البديع : لابن المعتز : ١٣٣ تحت عنوان (أعنات المرء نفسه) ولعل لفظ (عتاب) تصحيف وقع فيه ابن الإصبع وتناوله بعده كل أصحاب البديع : انظر : بديع القرآن : ٦٣ والتحرير : ١٦٦.
(٣) ديوانه (صادر) : ١٧٧.
(٤) ديوان الحلي : ٤٧٧ أمّا الخزانة فقد أهمل المؤلف هذا الاسم (ص ١١٤) وسماه (التصدير) كما سماه ابن أبي الإصبع في التحرير : ١١٦ نقلا عن المتأخرين من البديعيين ، وهو غير صحيح ، وذلك أن ابن رشيق في العمدة قد سماه (التصدير) : ٢ / ٣ وسماه ابن الأثير في المثل السائر باسم (التجنيس) : ١ / ٢٥٢ وتناوله السكاكي في المفتاح باسم (رد العجز إلى الصدر) : ٦٧١ وفي الطراز : ٢ / ٣٩٠ وحسن التوسل : ٥٢ والإيضاح : ٦ / ١٠٣ ونهاية الأرب : ٧ / ١٠٩ كلها تحت العنوان الوارد عند الحلي. وانظر : نفحات الأزهار : ٥٠ وفي بديع القرآن (رد الإعجاز على الصدور) : ٣٦ كما في التحرير.
(١) الديوان : ٤٧٧ ، والخزانة : ١٤٤ وبديع القرآن : ٦٣ والتحرير : ١٦٦.