القرصان ، لذلك كان التجار يتحاشونها ما استطاعوا ، غير أن أهمية سلع الهند والشرق الأوسط اضطرت التجار على ركوب البحار لها ، ولكنهم كانوا يسيرون سفنهم بالقرب من سواحل البحرين ، أو ينزلون السلع في البحرين ثم يسلكون بها الطريق البري ، وبذلك اكتسبت البحرين أهمية خاصة وقد لعب سكان البحرين وخاصة الداريون دورا مهما في هذا النوع من التجارة وخاصة مع الهند.
ومع أن الساسانيين كانوا مسيطرين على الملاحة قبل الإسلام ، إلا أنهم لم يحتكروها ، فلدينا إشارات إلى أناس من البحرين كانوا يمتلكون السفن من غير الفرس ، فقد جاء في معلقة طرفة بن العبد الذي نشأ في البحرين إشارة إلى نوعين من السفن :
عدولية أو من سفين ابن يامن |
|
يجور بها الملاح طورا ويهتدى (١) |
فالعدولية منسوبة إلى ميناء عدول في الصومال (٢) ، والأخرى سفن ابن يامن الذي يدل اسمه على أنه يهودي من أهل هجر ، كان يمتلك عددا من السفن التي تبحر في الخليج العربي (٣).
ويظهر أن معظم التجار يشتغلون بالتجارة لحسابهم الخاص ويقومون بأعمالهم بأنفسهم وحدهم ، وقد يقيمون في المنطقة فيشترون البضائع من المستوردين ويبيعونها ، كما هو الحال بالنسبة للجالية الدارينية في المدينة المنورة.
__________________
(١) ابن الأنباري / شرح القصائد السبع / ١٣٧ ، الزوزني / شرح المعلقات السبع / ٨٣ ، التبريزي / شرح القصائد العشر / ٣٠ ـ ٣١.
(٢) العلي / التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية في البصرة في القرن الأول الهجري / ٢٤٧ (ط ١).
(٣) انظر صناعة السفن.