بتونس ويبلغ ثمن الثوب مائتي دينار من دنانيرهم المسماة ، فيكون ثمنه ألف درهم من نقد مصر والشام.
وأما لبس الأشياخ والجند والوقافين والقضاة والوزراء والكتاب وعامة الناس فعلى زي واحد لا تكاد تتفاوت العمائم والجباب ، ولا يتميز المشايخ والوقافون والجند إلّا بشيء واحد لا يكاد يظهر ولا يبين وهو صغر العمائم وضيق القماش. ولبس أهل إفريقية من الجوخ ومن الثياب الصوف ومن الأكسية ومن الثياب القطن ، فمن لبس غير هذا كان مما يجلب من طرايف الإسكندرية والعراق وكان نادرا شاذا.
وذكر في ترجمة أبي زكرياء ابن عبد الواحد الحفصي أنه يلبس الثياب الصوف الرفيعة ذوات الألوان البديعة ، وأكثر ما يلبس المختم الممتزج من الحرير والصوف وكمان طويلان من غير كثرة طول ، ضيقان من غير أن يكونا مزندين ، وثيابه دون شد نطاق إلا أن يكون في الحرب ، فإنه يشد المنطقة ويلبس الأقبية ، وله طيلسان من صوف في نهاية اللطافة كأنه شرب يتردى به ولا يضعه على رأسه. وله عمامة كبيرة من صوف أو كتان وفيها طراز من حرير ، ولا يعمم أحد من أهل دولته على قدرها في الكبر قد اختصت به ، وله عذبة خلف أذنه اليسرى وهذه العذبة مخصوصة به وبأقاربه ، وليس له أخفاف في الحاضرة ولكنه يلبسها في السفر.
وقال في لباس المغرب الأقصى : وأما زي السلطان والأشياخ وعامة الجند فهي عمائم طوال رقاق قليلة العرض من كتان ويعمل فوقها إحرامات يلفونها ، وعلى أكتافهم الجباب ويتقلدون بالسيوف تقليدا فداويا ، والأخفاف في أرجلهم وتسمى عندهم الأتمقة والمهاميز. ولهم المضمات وهي المناطق ولكنهم لا يشدونها إلّا في يوم الحرب أو يوم التمييز ، وهو يوم عرض سلطانهم لهم. وتعمل من فضة ومنهم من يعملها ذهبا ، ومنها ما يبلغ ألف مثقال ، ويختص سلطانهم بلبس البرنس الأبيض الرفيع لا يلبسه ذو سيف سواه. فأما العلماء وأهل الصلاح واسمهم عندهم المرابطون فإنه لا حرج عليهم في لبسها. هذا في البرانس البيض فأما سائر الألوان فلا حرج على أحد في لبسها كائنا من كان.
قال ابن خلدون الصغير في كتاب «بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد» بتلمسان وحوك الصوف يتغايون في عمل أثوابه الرقاق ، فتلفي الكساء والبرنس