ثالثا : شكر من
أنعم عليه من أرباب النعم ، والإنفاق على الآخرين ، فقد جاء في الحديث المأثور عن
النبي ـ صلّى الله عليه واله ـ : «من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ، ومن
لم يشكر الناس لم يشكر الله ، والمتحدّث بالنعم شكر ، وتركه كفر ، والجماعة رحمة ،
والفرقة عذاب» .
وبقي ذكر رسول
الله ـ صلّى الله عليه واله ـ خالدا رغم أنف المعاندين له ، فقد روي عن معاوية أنه
سمع المؤذن يقول : اشهد ان لا إله الا الله وان محمدا رسول الله ، فلم يملك إهابة
، واندفع يقول :
«لله أبوك يا ابن عبد
الله ، لقد كنت عالي الهمة ، ما رضيت لنفسك إلا ان يقرن اسمك باسم رب العالمين»
وروى مطرف بن
المغيرة قال : وفدت مع أبي على معاوية ، فكان أبي يتحدث عنده ثم ينصرف إلي ، وهو
يذكر معاوية وعقله ، ويعجب بما يرى منه ، واقبل ذات ليلة ، وهو غضبان فأمسك عن
العشاء ، فانتظرته ساعة ، وقد ظننت انه لشيء حدث فينا أو في عملنا ، فقلت له :
مالي أراك مغتما منذ الليلة؟ قال : يا بني! جئتك من أخبث الناس ، قال : ما ذاك؟
قال : خلوت
بمعاوية فقلت له : إنك قد بلغت مناك يا أمير المؤمنين! فلو أظهرت عدلا وبسطت خيرا
، فانك قد كبرت ، ولو نظرت الى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم فوالله ما عندهم
اليوم شيء تخافه.
فثار معاوية
واندفع يقول :
__________________