والسؤال : هل الآية تشمل أهل الكتاب فتكون ناسخة للآية التي نزلت في سورة المائدة ، وهي قوله سبحانه (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ).؟
قال بعضهم : بلى ، واستدلوا ببعض الأحاديث المأثورة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ، وأبرزها الحديث الموثّق التالي المأثور عن ابن الجهم قال : قال لي أبو الحسن الرضا (عليه السلام) : يا أبا محمد ما تقول في رجل يتزوّج نصرانية على مسلمة؟ قلت : جعلت فداك وما قولي بين يديك؟ قال : لتقولن فإنّ ذلك تعلم به قولي ، قلت : لا يجوز تزويج نصرانية على مسلمة ولا على غير مسلمة ، قال : ولم؟ قلت : لقول الله عزّ وجل : (وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ) .. إلخ ، قال : فما تقول في هذه الآية : (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ)؟ قلت : قوله : ولا تنكحوا المشركات نسخت هذه الآية ، فتبسم ثم سكت ..
وهناك روايات أخرى مشابهة ، وفي كثير منها الإشارة إلى أنّ آية الممتحنة قد نسخت آية المائدة ، مما جعل العلامة الشيخ حسن النجفي ـ صاحب موسوعة الجواهر ـ يجد مأخذا عليها بقوله : إنّ التحقيق الجواز مطلقا (أي جواز نكاح أهل الكتاب بصفة مطلقة) وفاقا للحسن والصدوقين على كراهية متفاوته في الشدة والضعف. وأضاف : كما أومأت إلى ذلك كلّه النصوص التي ستسمعها : لقوله تعالى : (وَالْمُحْصَناتُ) .. الى آخرها التي هي من سورة المائدة المشهورة (في) أنّها محكمة لا نسخ فيها ..
وساق طائفة من النصوص التي تدل على أنّ هذه السورة هي آخر سورة نزلت