الإطار العام
الصورة المثلى التي تبشّر بها رسالات الله لحضارة الإنسان في المستقبل ، هي صورة ذلك المجتمع المبدئي الذي يتعالى عن مؤثرات المادة السلبية ، ليسمو إلى أفق القيم الربانية ، آنئذ تنصهر كل القوى في بوتقة الوحي ، بعيدا عن عصبية الإقليم والقوم ، وحزازات الطائفة والطبقة والحزب.
ولكي تسعى البشرية نحو تحقيق هذه الصورة المثلى فإنّ الوحي يصنع نموذجا بشريّا رائعا ممن يسميهم بحزب الله أو الأمة الشاهدة والصفوة الخالصة .. لكي تكون سيرتهم قدوة لغيرهم ، ولكي يكونوا كما الدرع الواقية تحيط بالأمة وتمنعها عن التمزق والتشرذم ..
أرأيت كيف جعل الله الجبال أوتادا للأرض تحميها من القواصف والعواصف والهزات والزلازل ، كذلك حزب الله المنتشرين في أوساط الأمة يمنعونهم من التقاتل تحت ضغوط المصالح والأهواء ، وعن الاختلاف والتمزق.