إياهم (١).
[٧] ويبين القرآن حكم الفيء بوجه عام والخلفيات الموضوعية لتقسيمه يومئذ.
(ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى)
كبني النضير والرسول مسلط من قبل الله على أهل القرى «يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ» وعلى أموالهم.
(فَلِلَّهِ)
كل ذلك ، إذا هو الخالق الذي له ملك السموات والأرض وما بينهما وما دونهما ، وقد استخلف في ملكه نبيه وسلطه عليه ، لعلمه بأنه لا ينطق عن الهوى ، إنما يتبع الوحي والعقل ، ويحكم بحكمه ، حيث أدبه وعصمه وأيده حتى بلغ قمة الكمال فهو إذا أهل وكفو ، لأن يملّكه الله ما له من الفيء فيقول :
(وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى)
منه وهم أهل بيته ، قال الصادق (عليه السلام) : «لنا سهم الرسول وسهم ذي القربى ، ونحن شركاء الناس فيما بقي» (٢) وإنما كان للرسول باعتباره الشخصي عند الله حيث القرب والمنزلة الخصيصة له عنده ، وباعتباره القيادي ، وهذا الإعتبار (الأخير) يبقى للأئمة ، والقيادة الصالحين من بعده ، وللولي الفقيه في غيبة الإمام المعصوم يتصرف فيه كما يراه على ضوء النص والعقل والمصلحة ، وقد ذكر المفسرون أن الآية تخصّ قرابة الرسول من بني هاشم ، وقد استفاضت نصوص أهل البيت (عليهم السلام) على ذلك.
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ ص ٢٧٤ ـ ٢٧٥
(٢) المصدر / ص ٢٧٨