وان نعم الله التي تحيط بالإنسان والخليقة في الدنيا ، ونعيمه الذي ينتظر المؤمنين به في الآخرة ، لدليل على أنه الرحمن.
[٧٨] (تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ)
وتبارك من الأسماء الاربعة الرئيسية لله وهي «سبحان ، تعالى ، وتبارك ، والله» ، وقال العلامة المجلسي (ر ض) : واما تبارك فهو من البركة ، وهو عزّ وجلّ ذو بركة ، وهو فاعل البركة وخالقها وجاعلها في خلقه ، وتبارك وتعالى عن الولد والصاحبة والشريك وعما يقول الظالمون علوا كبيرا (١) ولعله الاسم الذي يتصل بجانب الفعل الإلهي في الخلق ، فهو مستمر ومتكامل ويزداد بركة ، فهو إذا قريب من اسم (الرحمن) ولعلنا نستطيع القول بأن السورة ابتدأت بالجانب المعنوي لتبارك (الرحمن) وانتهت بالجانب الظاهر منه (تبارك).
كما يبدو ان (الرحمن ، وذو الجلال والإكرام) من الأسماء الفرعية لتبارك ، ومظهر له ، وحينما نجاور الآية ٢٧ «وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ» بهذه الآية ، نهتدي الى حقيقتين :
الاولى : ان وجه الله هي أسماؤه ، كالرحمن ، والباقي ، وذو الجلال والإكرام.
الثانية : ان أسماء الله منزهة كما ذاته تعالى. فهناك قال «ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ» يعني وجه الرب ، وهنا قال «ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ» يعني ذات الرب ، ولكن تنزيه الأسماء ليس ذاتيا انما هو بالله ، كما لا نعني بذلك أن أسماء الله هي ذاته .. كلا .. فقد قال الامام أبو عبد الله (ع) : الله غاية من غيّاه ،
__________________
(١) بح / ج ٤ ص ٢٠٨