بغاث الطير أكثرها فراخا |
|
وأمّ الصقر مقلات نزور |
وذلك للحكمة التي قدّرها الله كما رأينا ، كي تتعادل عوامل البقاء وعوامل الفناء بين الجوارح والبغاث!).
ويستطرد قائلا : (والذبابة تبيض ملايين البويضات ، ولكنّها لا تعيش إلّا أسبوعين ، ولو كانت تعيش بضعة أعوام تبيض فيها بهذه النسبة لغطّى الذباب وجه الأرض بنتاجه ، ولغدت حياة كثير من الأجناس وأوّلها الإنسان مستحيلة على وجه هذه الأرض ، ولكن عجلة التوازن التي لا تختل في يد القدرة التي تدبّر هذا الكون أوزنت بين كثرة النسل وقصر العمر فكان هذا الذي نراه!
والميكروبات ـ وهي أكثر الأحياء عددا ، وأسرعها تكاثرا ، وأشدها فتكا ـ هي كذلك أضعف الأحياء مقاومة ، وأقصرها عمرا ، تموت بملايين الملايين من البرد ومن الحر ، ومن الضوء ، ومن أحماض المعدات ، ومن أمصال الدم ، ومن عوامل أخرى كثيرة ، ولا تتغلّب إلّا على عدد محدود من الحيوان والإنسان ، ولو كانت قوية المقاومة أو طويلة العمر لدمّرت الحياة والأحياء!).
ويستعرض مثلا من واقع الإنسان فيقول : (والثدي يفرز في نهاية الحمل وبدء الوضع سائلا أبيض مائلا إلى الاصفرار ، ومن عجيب صنع الله أنّ هذا السائل عبارة عن مواد كيميائية ذائبة تقي الطفل من عدوى الأمراض ، وفي اليوم الثاني للميلاد يبدأ اللبن في التكوين ، ومن تدبير المدبّر الأعظم أن يزداد مقدار اللبن الذي يفرزه الثدي يوما بعد يوم ، حتى يصل الى حوالي لتر ونصف في اليوم بعد سنة ، بينما لا تزيد كميته في الأيّام الأولى على بضع أوقيات ، ولا يقف الاعجاز عند كمّية اللبن التي تزيد حسب زيادة الطفل ، بل إنّ تركيب اللبن كذلك تتغير مكوّناته ،