هوى أمير» (١).
(ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ)
وهذه الآية تؤكّد بأنّ الإيمان بالآخرة حجر الزاوية في تفكير الإنسان المؤمن.
ولكي يتم إعراض المؤمن عن الجاهلين يحتاج إلى أمور أهمّها :
١ ـ العلم بأنّهم على باطل ، وقد بيّن القرآن ذلك حينما أكّد بأنّهم (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ) ، ثم ضرب أمثلة على ذلك كموقفهم من الملائكة ، وكفرهم بالآخرة ، وتولّيهم عن الذكر.
٢ ـ اليقين بأنّهم ضعفاء في المحصّلة النهائية بخسرانهم الآخرة.
٣ ـ المعرفة بأنّ حساب الناس ليس من مسئوليات المؤمنين ، إنّما الله يفصل بينهم ، ويعلم المهتدين والضالين.
(إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى)
إذن فغلبة الضالين على المؤمنين عند الجدال أو عدم غلبة المؤمنين عليهم لا يغيّر من الواقع شيء ، فأهل الباطل هم أهل الباطل وأهل الحقّ هم أهله ، ذلك أنّ كلام الناس ليس مقياسا ، إنّما الحق والباطل هما المقياس بذاتهما.
ثمّ أنّ الخلافات ـ حسبما نستوحي من الآية الكريمة ـ لا تحسم في الدنيا لأنّها لم تخلق لذلك ، وكما قال الله :
__________________
(١) نهج البلاغة / حكمة ٢١١.