(وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ)
وإذا كان فرعون قد نصب نفسه إلها أعلى للناس «فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى» (١) ، فانّ دعواه هذه باطلة يدحضها موسى بالحجج والبراهين الواضحة.
[٢٠] وحيث يتوقع موسى (ع) موقف الرفض والظلم ضد الدعوة الصادقة من قبل فرعون وقومه أكّد بأنه لن يخشى أحدا ، لأنّه يستعيذ بالله منهم.
(وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ)
وتكشف هذه الآية الكريمة عن سياسة الطغاة في مواجهة الرسالة ، وعموم الأفكار المخالفة لهم ، وهي سياسة القمع ، ذلك لأنّهم لا يملكون قوة المنطق حتى يواجهونها ، فيواجهونها بمنطق القوة.
ولعلّ في الآية تحذير مبطّن من قبل موسى ، حيث أنذرهم بأنّه سوف يستعين بالله في مواجهتهم ، وهل تصل أيديهم له لو نصره الله؟ بالطبع كلّا ..
والرجم حسبما يظهر لي يستبطن معنى اغتيال شخصية الرسول بالاشاعات الباطلة ، ثم اغتيال شخصه بطريقة يساهم كل الناس في قتله فيضيع دمه بينهم حتى لا يترك مجالا لوليّه بالثأر.
وهكذا تجمع بين معنين أشار إليهما المفسّرون لكلمة الرجم : الرجم بالحجارة ، والرجم بالشتم ، والواقع أنّ الرجم الأول هو نتيجة الرجم الثاني.
[٢١] ثم إنّه عليه السّلام بيّن لهم خطأ منطق القوة في مواجهة المنطق الحق ، وأنّ المنطق الموضوعي هو قبول الرسالة والايمان بها ، أو اعتزال صاحبها وتركه
__________________
(١) النازعات / ٢٤