(إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
والاستنساخ هو إعادة كتابة الأصل ، فالأصل عند الإنسان ، والكتبة من الملائكة يكتبون ما يعمل ، ويدلّ على ذلك قوله : «اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً» (١).
وهذا يقودنا إلى أنّ الأعمال تنعكس على ظاهر الإنسان في القيامة ، فقد جاء في القرآن عند بيان حالة المنافقين : «وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ» (٢) ويحفظ الله الأعمال أيضا على قلب الإنسان على شكل نكت سود لا نراها ، ولكنّ الله يعلمها ، وقد ينطقها يوم القيامة ، كما ينطق الله أعضاء الإنسان ، ولعلّ هذا أحد مصاديق الاستنساخ ، والعلم الحديث بدأ بمعرفة الحقائق عبر أعضاء الإنسان ، عبر بصماته ، وعبر ضغط الدم في جهاز كشف الكذب ، وعبر تقاسيم الوجه ، ومتى ما علم الإنسان أنّ أعماله تصوّر له في الآخرة وتجسّد فإنّه قد يئوب إلى الله إذا كان غافلا ، لأنّ الكثير إنّما يعملون السيئات وهم في غفلة عن الآخرة.
__________________
(١) الإسراء / (١٤).
(٢) محمّد / (٣٠).