سؤال
: إذا كان عرض الجنة يساوي السموات
والأرض، فأين تكون النار ؟
الجواب
: لو تدبر السائل الآية الكريمة ، لعلم
أن السموات ليس هي الكون كله ، بل هي جزء من الكون بهيئة مجموعات معينة من نجوم
وكواكب وغيرها. والدليل على ذلك هو أن كلمة (
والأرض
) المذكورة في
الآية تدل على أن الأرض منفصلة عن السموات في حَيزٍ خاص من الكون ( عرضها السموات والأرض
) فكذلك الجنة
والنار لهما حيزان معينان فالجنة لها مكان والنار لها مكان آخر ... ( والله أعلم ).
وفي يوم القيامة يبدل الله الكون بإرادته وقدرته ، وينشئ منطقه جديدة واسعة يجمع
فيها الأولين والآخرين كما قال تعالى : (
يوم تبدل
الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار
). ( إبراهيم
/ ٤٨ ).
فهناك تبرز الجنة والنار ، فالاولى أعدت
للمتقين ، والثانية اعدت للمجرمين.
والان
: أيها الإخوان وأيتها الأخوات ، تعالوا
معي لنفكر في انفسنا هل نطيق عذاب جهنم ؟ هل نصبر على حريق النار ؟ فإذا كنا لا
نطيق حرارة نار الدنيا لحظات قصيرة ، فكيف بنار الآخرة آلاف السنين لا نموت فيها
ولا نحيا. قال الله تعالى : (
إن جهنم
كانت مرصادا * للطاغين مآبا
* لابثين
فيها أحقابا ) ( يعني آلاف السنين ) ( النبأ / ٢١ ـ
٢٢ ـ ٢٣ ).
وإذا كنا لا نصبر على أن يمسنا ماء مغلي
فترة قصيرة جدا ، فكيف إذن نصبر على الماء الذي يتجلى في الآية الكريمة : ( وسقوا ماءً حميما فقطع أمعاءهم
) ( محمد / ١٥
) وإذا كنا نحذر شوكة تصيب جلودنا ، فما حالنا إذن بقوله تعالى : ( إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما
نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزاً حكيما
) ( النساء / ٥٦
).