مذهبه ، فسلط عليه عبدين له فكتفاه وأوجعاه ضربا ، ثم قطع لسانه وأخرجه وقال : اذهب الى الذي طلبت لأجله ليرد عليك لسانك ، فلما كان في أثناء الليل صرخ أبي صرخة عظيمة فاستيقظنا لها فوجدناه قد مسخ (٢٤٥ و) قردا ، وهو هذا ، فجددنا إسلامنا نحن ، وتبرأنا من ذلك المذهب ، وخطر لنا إظهار موته ، فأظهرنا موته ، وأخذنا خشبة نخل بالية تشبه الآدمي ، ولففنا عليها خرقا ودفناه ، وكنت أظهرت أني حلفت أنه لا يتولى غسله إلا أنا ووالدتي لئلا يطلع أحد على شيء من ذلك.
قال : فقال له الشيخ عمر فأنا أزيدك في الحكاية زيادة ، وهو أني أنا الشخص الذي قطع لساني ، وقد عاد كما كان ، فأكب عليه يقبل رأسه ويديه ويتبرك به ، وأعطاه دينارا وكساه ثوبا ، وكان يتفقده مدة مقامه في المدينة النبوية على ساكنها السلام.
قال : وحكى لي هذه الحكاية بمنى أيام الموسم ، وذكر ان اسم الممسوخ كان أحمد.
أنشدنا محمد بن أبي محمد بن الصفار السنجاري بها قال : أنشدني تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الواحد الحوراني المدرس الشافعي ـ ثم اجتمعت بأبي العباس أحمد فأنشدني ـ قال : أنشدني الشيخ موفق الدين أبو الثناء محمود بن أحمد الخجندي الفقيه الشافعي لنفسه بسنجار
وجالس للدروس يعمه في |
|
مسلك تيه للأسد فرّاس |
في جدر ألفت مساكنها |
|
من غصب وال ومكس مكاس |
ينهى عن الظلم في دراسته |
|
وأكله من مظالم الناس |
فقف عليه وسل ملاءمة |
|
بين نقيضي ذا الذاكر الناسي |
تقطعه في معرك الجدال وما |
|
في طلل بالوقوف من باسي |