وقال سعيد بن
كثيرّ بن عفير في تاريخه كانت سنة اثنتين وستين ومائة ، كان فيها خروج الروم على مرعش
فخرجت شيئا كثيرا .
قلت : وخرب
الروم مرعش كما ذكرناه فبناها سيف الدولة أبو الحسن علي ابن عبد الله بن حمدان ،
وجاء الدمستق ليمنع من بنائها ، فقصده سيف الدولة ، فولى هاربا ، وتمم سيف الدولة
عمارة مرعش. وفي ذلك يقول المتنبي :
أتى مرعشا
يستقرب البعد مقبلا
|
|
وأدبر إذا
أقبلت يستبعد القربا
|
فأضحت كأن
السور من فوق بدؤه
|
|
إلى الأرض قد
شق الكواكب والتربا
|
تصدّ الرياح
الهوج عنها مخافة
|
|
وتفزع فيها
الطير أن تلقط الحبّا
|
وتردي الجياد
الجرد فوق جبالها
|
|
وقد ندف
الصّنبّر في طرقها العطبا
|
كفى عجبا أن
يعجب الناس أنه بنى
|
|
مرعشا تبّا
لآرائهم تبّا
|
وما الفرق ما
بين الأنام وبينه
|
|
إذا حذر
المحذور واستصعب الصعبا؟
|
***
__________________