ذكر زهاد طرسوس
بها رجال بعضهم من بعض |
|
في الله قاموا بحقوق الفرض |
فيها يعيشون بكل خفض |
|
يحبوهم ببركات الأرض |
يبدون من يلقون بالتسليم |
|
يعفون عن ذي القدرة الظلوم |
نهارهم صوم بلا تعتيم |
|
وليلهم عبادة القيّوم |
فتارة يبكون شجوا دررا |
|
خوف الحساب والخطايا حذرا |
وتارة يعتبرون السورا |
|
مستغفرين عله قد غفرا |
وتارة يغزون أرض الروم |
|
يرجون قتلا في هوى الكريم |
يا ليتني في الارض كالرميم |
|
عندهم فقصّري أو لومي |
هذا كان حال مدينة طرسوس والشرائع محفوظة ، وأمور الجهاد ملحوظة ، وأحوال البدع مرفوضة ، والجفون عن الحرمات مغضوضة ، فحين فسدت الأمور ، وارتكبت الفجور ، وقلت الخيرات ، واشتغل أهل الجهاد (٦٨ ـ ظ) باللذات ، طمع العدو ومنعه طلب الثأر الهدوّ فقصد البلاد وأكثر الأمداد ، وهجم حلب وفتح أنطاكية ، وقتل الأبطال ، وسبى الذرية ، ثم استولى على الديار ، وقصد طرسوس ، وألحّ عليها بالحصار ، فجرى في أمرها العظيم ما ذكره عثمان بن عبد الله بن إبراهيم في مقدمة كتابه الموسوم بسير الثغور ، ونقلته من خطّه مع ما نقلته من حوادث الأمور.
قال بعد أن حمد الله على نعمه التي تظاهرت فما تحصى وأياديه التي ترادفت فما تستقصى : نفذت سوابق أقضيته في عالم من بريته أسكنهم حينا من الدهر ثغرا