ميزة الإنسان عن سائر الأحياء تطلّعه الى مستقبل أفضل. ألا ترى كيف تبحث البشرية اليوم إلى التقدّم الحضاري؟ لماذا؟ لأنّهم يريدون أمن المستقبل ، ولكنّهم يغفلون عن أعظم أمن لا بد أن يسعوا إليه ، وهو أمنهم يوم القيامة ، الذي لا يتوفّر إلّا لمن ألقى السمع إلى آيات ربّه ، واستجاب لها بخشوع.
ولأنّ الاستجابة لآيات الله تتمّ بوعي وشدّة عزم من قبل المؤمنين فإنّهم يأتون بأنفسهم الى ساحة المحشر آمنين ، بينما الإلحاد يتمّ استسلاما للهوى فإنّ الملحدين يلقى بهم في نار جهنّم إلقاء.
(اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)
لقد سمح الله لعباده بقدر محدود من الحرية في الدنيا ليتحمّلوا مسئولياتهم كاملة يوم القيامة ، ولكنّه حذّرهم من مغبّة الإلحاد ، والالتواء ، والتبرير ، وخداع الذات ، لأنّه بصير بما يعملون ، فيعلم فعلهم ، ولماذا يفعلون.
[٤١] الكتاب الذي أنزله الله لعباده يعكس آياته المبثوثة في الخليقة ، فمن أعرض عنه فقد أعرض عن حظّه ، لأنّ الكتاب ذكر يستثير ما نسيه البشر من حقائق هامة.
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ)
إنّهم هم الملحدون في آيات الله ، وإنّ مصيرهم الدمار ، لأنّهم أعرضوا عن كتاب مقتدر.
(وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ)
وكيف لا يكون عزيزا وقد وعد ربّ العزّة أن يحفظه ، وينصر من ينصره ، وإنّه