[٤٤] بلى. رحمة الله التي تتجلّى عند الكوارث ، وتنقذ البعض بصورة عجيبة ، هي الملجأ الوحيد عند غضب الجبار.
(إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا)
وعادة ما نجد بقايا لكوارث طبيعية أنقذت بما نسميه (الصدفة) فسيارة كبيرة تنقلب ، ويموت جميع ركابها ، غير طفل رضيع ، أو سفينة ضخمة تغرق ، ولا ينقذ منها إلّا رجال معدودون ، يتعلّقون بخشبة ، أو يبتلع زلزال قرية ، ولكن عجوزة خاوية تستخرج من تحت الأنقاض بعد عشرة أيّام سالمة ، وحتى عند هلاك ثمود وعاد وقوم لوط وقوم نوح ، بقي الرجال الصالحون يروون لنا تلك المثلات ، وليكونوا شهودا على أنّ الأمور بيد الله.
(وَمَتاعاً إِلى حِينٍ)
الذين أنقذوا من هذه الحادثة ليسوا أنصاف آلهة ، بل إنّما تأخّرت آجالهم لحين ، فإذا جاء أجلهم فإن أبسط الأسباب كفيل بهلاكهم.