الآية السابقة هي الرابط بين هاتين الآيتين ، فكما كان موسى على درجة من
اليقين أهلّه للنبوة ، فان أصحابه الذين اتبعوا هداه كانوا على مستوى من اليقين
جعلهم الله أئمة.
(يَهْدُونَ بِأَمْرِنا
لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ)
جاء في الحديث
المأثور عن الأمام الصادق ـ عليه السلام ـ :
إنّ الأئمة ـ في
كتاب الله عز وجل ـ إمامان : قال الله تبارك وتعالى : «وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ
بِأَمْرِنا» لا بأمر الناس ، يقدمون أمر الله قبل أمرهم ، وحكم الله قبل حكمهم.
قال : «وَجَعَلْناهُمْ
أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا» يقدمون أمرهم قبل أمر الله ، وحكمهم قبل حكم الله ،
ويأخذون بأهوائهم خلاف ما في كتاب الله عز وجل
(٢٥) ولكن بالرغم
من وجود أئمة صالحين في أصحاب موسى (ع) كان هناك فريق يكفرون بالحق ، وهذا
الاختلاف بين أتباع الرسل من بعدهم من الحقائق التي سجلها التاريخ بعد كل رسول ،
وبيّنها الذكر لنميّز بين الخطوط المختلفة ، عبر بصيرة الايمان التي توحي
بالمقاييس المبدئية ، والتي هي عند الله ثابتة لا تتغيّر وسوف تتجلى يوم القيامة.
(إِنَّ رَبَّكَ هُوَ
يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)
إنّ معرفة
الإنسان بوجود محكمة عادلة ستقضي بالحق تزيد من قوة عقله أمام
__________________