وفي الغناء بالاضافة الى كل ذلك حالة إدمان كما المسكرات والمخدرات ، لأنها تخلف آثارا خطيرة على شبكة الأعصاب ، ومن هنا دلت البحوث التي أجريت في حياة كبار رجال الغناء والموسيقى ، انهم تعرضوا لمتاعب روحية ، حتى أنهم فقدوا قدراتهم العصبية ، وابتلي بعضهم بأمراض نفسية ، وفقد البعض منهم مشاعرهم ، وانتهى ببعضهم المطاف الى المصحات العقلية ، أو أصيبوا بالشلل ، وبعضهم تعرض لموت الفجأة بسبب ارتفاع ضغط الدم عند ضرب الموسيقى. (١٣)
(٧) ولا يمكن ان تنطفئ شعلة الهدى من قلب البشر بصفة كلية ، بل لا بد ان يبقى فيه وميض من نور العقل مهما تراكمت عليه الشهوات ، هكذا أراد الله ان يقيم الحجة عليه أبدا من نفسه.
فبالرغم من وصول فرعون الى قمة العناد ، حيث ادعى الربوبية ، ولكنه ما استطاع إطفاء الفطرة داخله ، وإذا به يقول «آمَنَّا بِرَبِّ هارُونَ وَمُوسى» بلى. يمكن للبشر أن يخالف فطرته في فكره وسلوكه ، لذلك تجده يسعى جادّا للانفلات من وخز ضميره ، ويهرب من أسباب هدايته.
(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً)
عنادا منه.
(كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها)
ولم يقل لم يسمعها ، وهذا دليل على الاختيار ، فالإنسان هو الّذي يختار بنفسه لنفسه ان لا يسمع نداء الفطرة ولا آيات ربه مع تمكنه من الاستماع لذلك.
__________________
(١٣) تفسير نمونه / ج (١٧) / ص (٢٦) / نقلا عن كتاب تأثير موسيقى بر روان واعصاب / ص (٢٦).