وقوله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً) (البقرة : ١٦٥). وقوله : (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) (الدخان : ٤٩). وقوله : ([إِنَّكَ] (١) لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ) (هود : ٨٧) ، أي بزعمك واعتقادك. وقوله : (يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) (الحجر : ٦).
وقوله : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) (الصافات : ١٤٧). وقوله : (فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) (البقرة : ٧٤).
وقوله : (وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ) [٢٥٩ / أ] (أَقْرَبُ) (النحل : ٧٧) ، أي أنّكم لو علمتم قساوة قلوبكم ، لقلتم إنها كالحجارة ، أو إنها فوقها في القسوة ، ولو علمتم سرعة الساعة لعلمتم أنه في سرعة الوقوع كلمح البصر أو هو أقرب عندكم. وأرسلناه إلى قوم هم من الكثرة بحيث لو رأيتموهم لشككتم ، وقلتم : مائة ألف أو يزيدون عليها.
٤ ـ / ٥٦ وجعل منه بعضهم قوله تعالى : (قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ) (الشعراء : ١١٧) ، ونحوه ، مما كان عند المتكلم ، لأنه لا يكون خلافه ، فإنّه كان على طمع ألاّ يكون منهم تكذيب. وقوله تعالى : (هُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) (الروم : ٢٧) ، [أي] (٢) بالنسبة إلى ما يعتاده المخلوقون في أن الإعادة عندهم أهون من البداءة ، لأنّه أهون بالنسبة إليه سبحانه ، فيكون البعث أهون عليه [عندكم] (٢) من الإنشاء.
وحكى الإمام الرازي في «مناقب الشافعي» (٣) قال : معنى الآية «في العبرة عندكم» ؛ لأنه لمّا قال للعدم : «كن» فخرج تاما كاملا بعينيه وأذنيه وسمعه وبصره ومفاصله ، فهذا في العبرة أشدّ من أن يقول لشيء قد كان : «عد إلى ما كنت عليه» ، فالمراد من الآية : وهو أهون عليه بحسب عبرتكم ؛ لا أنّ شيئا يكون على الله أهون من شيء آخر.
وقيل : الضمير في (عَلَيْهِ) يعود للخلق ، لأنه يصاح بهم صيحة فيقومون ، وهو أهون من أن يكونوا نطفا ثم علقا ثم مضغا ، إلى أن يصيروا رجالا ونساء.
__________________
(١) ليست في المطبوعة.
(٢) ليست في المخطوطة.
(٣) هو الفخر الرازي ، وكتابه «مناقب الإمام الشافعي» مطبوع في مصر طبع حجر سنة (١٢٧٩ ه) (معجم سركيس ٩١٧) ، وحققه أحمد حجازي السقا وطبع بالقاهرة بمكتبة الكليات الأزهرية سنة ١٤٠٦ ه / ١٩٨٦. (أخبار التراث العربي ٣٣ / ٢٠). ولم يصلنا الكتاب ، وإنما وقفنا على قوله أيضا في كتابه «التفسير الكبير» ٢٥ / ١١٦ عند تفسير الآية من سورة الروم.