(إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ) (مريم : ٤٥).
(وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ) (الأنبياء : ١١٢).
(مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ) (ق : ٣٣).
ولا مناسبة لمعنى الرحمة في شيء من هذه المواضع ، وأما «رحيم» فهو من صفات الذات ، كقولهم : «كريم».
وما ذكرناه من أن «الرحمن» أبلغ ذهب إليه أبو عبيد (١) والزمخشري (٢) وغيرهما ، وحكاه ابن عسكر (٣) في «التكميل والإفهام» عن الأكثرين.
وفي كلام ابن جرير (٤) ما يفهم حكاية الاتفاق عليه. ونصره السهيلي (٥) بأنّه ورد على لفظ لتنبيه ، والتنبيه تضعيف. وكأن البناء تضاعفت فيه الصفة. ٢ / ٥٠٥
وقال قطرب (٦) : المعنى فيهما واحد ؛ وإنما جمع بينهما في الآية للتوكيد.
وكذلك قال ابن فورك : قال : (٧) وليس قول (٨) من زعم أن (٨) «رحيما» أبلغ بجيّد ؛ إذ لا فرق بينهما في المبالغة. ولو قيل «فعلان» أشد مبالغة كان أولى ؛ ولهذا خصّ (٩) بالله فلا يوصف به غيره ؛ ولذلك (١٠) قال بعض التابعين : الرحمن اسم ممنوع ؛ وأراد به منع الخلق أن يتّسموا به ، ولا وجه لهذا الكلام إلا التوكيد وإتباع الأول ما هو في معنى الثاني.
وقال ابن عباس : «هما اسمان رقيقان ؛ أحدهما أرقّ من الآخر» (١١).
__________________
(١) هو القاسم بن سلام الهروي تقدم في ١ / ١١٩.
(٢) انظر الكشاف ١ / ٦.
(٣) تصحف الاسم في المطبوعة إلى ابن عساكر ، والتصويب من المخطوطة ، تقدم التعريف به وبكتابه في ١ / ٢٤٣.
(٤) انظر تفسير الطبري ١ / ٤٢ ـ ٤٣.
(٥) هو أبو القاسم عبد الرحمن السهيلي تقدم التعريف به في ١ / ٢٤٢.
(٦) هو محمد بن المستنير ، أبو علي تقدم التعريف به في ٢ / ١٧٦.
(٧) في المخطوطة (قاله ابن فورك) ، وهو محمد بن الحسن تقدم في ١ / ٣٢٤.
(٨) عبارة المخطوطة (أن من زعم).
(٩) في المخطوطة (اختص).
(١٠) في المخطوطة (وكذلك).
(١١) أخرجه الطبري في التفسير ١ / ٤٤.