وفي الثانية جرى في العطف (١) ، وأن يكون قوله : (وَما أَنْتَ) (الشعراء : ١٨٦) معطوفا على (إِنَّما أَنْتَ) (الشعراء : ١٨٥).
ومنه (٢) قوله [تعالى] (٣) في سورة النحل : (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ) (الآية : ١٢٧) ، وفي سورة النمل (وَلا تَكُنْ [فِي ضَيْقٍ]) (٣) (الآية : ٧٠) ، بإثبات النون ، وحكمته أن القصة لما طالت في سورة النحل ناسب التخفيف بحذف النون ، بخلافه في سورة النمل ؛ فإنّ الواو استئنافية ، ولا (٤) تعلّق لها بما قبلها.
وقوله [في البقرة] (٥) : (فَلا (٦) تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) (الآية : ١٤٧) ، وفي آل عمران : (فَلا تَكُنْ [مِنَ الْمُمْتَرِينَ]) (٥) (الآية : ٦٠) ؛ وحكمته أنّ الخطاب في البقرة لليهود وهم (٧) أشدّ جدالا (٨).
ومنه (٩) قوله [تعالى] (١٠) [في الأعراف] (١١) : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا [بَلى] (١١) شَهِدْنا) (الآية : ١٧٢) وفي الأنعام : (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا شَهِدْنا عَلى أَنْفُسِنا) (الآية : ١٣٠).
٣ / ٢١٩ ومنه قوله تعالى في سورة البقرة : (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِ) (الآية : ٦١) ، وفي سورة آل عمران : (بِغَيْرِ حَقٍ) (الآية : ٢١). والحكمة فيه أن الجملة في آل عمران خرجت (١٢) مخرج الشرط ، وهو عام ، فناسب أن يكون النفي بصيغة التنكير ؛ حتى يكون عاما ،
__________________
(١) في المخطوطة (على المعطوف).
(٢) في المخطوطة (ومنها).
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) في المخطوطة (لا).
(٥) ليست في المخطوطة.
(٦) تصحفت في المخطوطة إلى (ولا).
(٧) تصحفت في المخطوطة إلى (وهي).
(٨) في المخطوطة (ضلالا).
(٩) في المخطوطة (ومنها).
(١٠) ليست في المطبوعة.
(١١) ليست في المخطوطة.
(١٢) في المخطوطة (أخرجت).