بعدم صحّته ولا تستشهد به ، وإن ابن عباس كان يقول : الرزيَّة الرزيَّة ما حال بين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب (١).
فأجاب الدكتور : إن ابن عباس لا يحتجُّ بقوله.
فقلت له : إن الشيعة غير مجمعة على صحّة جميع ما روي عنه ، ولكنه حبر الأمّة ، ولكن أليس أن النبيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أراد الخير لأمَّته بأن يكتب لهم الكتاب كي لا يضلُّوا بعده ، وقال عمر : حسبنا كتاب الله؟ أفهل يمكن العمل بالكتاب وحده؟! أليس السنَّة هي المبيِّنة للكتاب؟ قال الله تعالى : ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ) (٢) ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما (٣)
__________________
١ ـ روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : لمّا حضر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : هلمَّ أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده ، فقال عمر : إن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل البيت فاختصموا ، منهم من يقول : قرِّبوا يكتب لكم النبيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كتاباً لن تضلّوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلمَّا أكثروا اللغو والاختلاف عند النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : قوموا. قال عبيد الله : وكان ابن عباس يقول : إن الرزيَّة كل الرزيَّة ما حال بين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم.
صحيح البخاري : ٧ / ٩ و ٨ / ١٦١ ، صحيح مسلم : ٥ / ٧٦ ، مسند أحمد بن حنبل : ١ / ٣٢٤ ـ ٣٢٥ و ٣٣٦ ، السنن الكبرى ، النسائي : ٣ / ٤٣٣ ح ٥٨٥٢ و ٤ / ٣٦٠ ح ٧٥١٦ ، صحيح ابن حبان : ١٤ / ٥٦٢ ، شرح مسلم ، النووي : ١١ / ٨٩ ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ٢ / ٥٥ و ٦ / ٥١ ، البداية والنهاية ، ابن كثير : ٥ / ٢٤٨.
وجاء في رواية ابن سعد في الطبقات الكبرى : ٢ / ٢٤٤ : فلمَّا كثر اللغط والاختلاف وغمُّوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : قوموا عنّي.
٢ ـ سورة النمل ، الآية : ٤٤.
٣ ـ تقدَّمت تخريجاته.