ان فطرة
الإنسان وعقله يهديانه الى ان مالك الشيء هو الذي يحق له التصرف فيه ، ومالك
الخليقة هو الذي يصح له التصرف فيها لأنه خالقها ، ولان الإنسان جزء من الخليقة
فلا بد ان ينتظر إذن الله في اتباع القيادة التي يعينها سبحانه ، فليس من المقبول
ـ وجدانا ـ ان يخلقني الله ثم اختار لنفسي دونه القيادة السليمة والولاية
الضرورية.
قال الامام
الصادق (ع) في تفسير هذه الآية :
«يختار الله عز وجل
الامام ، وليس لهم ان يختاروا»
وفي أصول
الكافي عن الامام الرضا (ع) في فضل الامام وصفاته قال :
لقد راموا صعبا
، وقالوا إفكا ، وضلوا ضلالا بعيدا ، ووقعوا في الحيرة إذ تركوا الإمام عن بصيرة «زَيَّنَ لَهُمُ
الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ» رغبوا عن اختيار الله واختيار رسول الله الى اختيارهم
، والقرآن يناديهم : «وَرَبُّكَ
يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللهِ
وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ» وقال عز وجل : «وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ
إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ
أَمْرِهِمْ»
(سُبْحانَ اللهِ
وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ)
وفي الآية
تأكيد على ان اختيار قيادة غير إلهية ، والتي تعرف بالتعيين المباشر ، أو من خلال
المقاييس المبدئية يعتبر نوعا من الشرك.
__________________