يعنى أن ياء المنقوص إذا كانت خامسة وجب حذفها فتقول فى معتدى معتدىّ وفهم من ذلك أن حذفها إذا كانت سادسة واجب أيضا لأنه من باب أحرى لأن موجب الحذف إنما هو الثقل وهى سادسة أثقل منها خامسة. والألف مفعول بأزل والجائز نعت للألف وأربعا مفعول بالجائز ويا المنقوص مبتدأ خبره عزل أى حذف وخامسا حال من الضمير المستتر فى عزل. ثم نبه على ياء المنقوص الرابعة فقال : (والحذف فى اليا رابعا أحقّ من* قلب) يعنى أن ياء المنقوص إذا كانت رابعة جاز حذفها وقلبها واوا وحذفها أحسن فى نحو قاض ومعط فتقول قاضىّ وقاضوى ومعطىّ ومعطوى ومن قلبها واو قول الشاعر :
(٢٠٤١) ـ فكيف لنا بالشرب إن لم يكن لنا |
|
دراهم عند الحانوىّ ولا نقد |
هو منسوب إلى حانية ، وهو الموضع الذى يباع فيه الخمر. ثم انتقل إلى ما ثالثه ياء أو ألف فقال : (وحتم قلب ثالث يعنّ) فشمل قوله ثالث الياء والألف وهما مستويان فى وجوب قلبهما واوا نحو عمى وعموىّ وفتى وفتوىّ وإنما قلبت الألف فى فتى واوا وأصلها الياء كراهية اجتماع الكسرة والياءات. والحذف مبتدأ ورابعا حال من الياء وأحق خبر المبتدأ وفى الياء متعلق بأحق وحتم خبر مقدم لقلب ثالث. ويعنّ أى يعرض وهو فى موضع الصفة لثالث. ثم قال :
(وأول ذا القلب انفتاحا)
يعنى أن ياء المنقوص إذا قلبت واوا فتح ما قبل الواو كما سبق فى التمثيل ، والتحقيق أن الفتح سابق للقلب لأن نحو شج إذا قصد فيه النسب وجب قلب الكسرة فتحة كما فى نحو نمر فيجب حينئذ قلب الواو والياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فتصير كفتى فتقلب الألف بعد واوا كما قلبت فى فتى وكذلك أيضا نحو قاضوىّ لأن نظيره تغلب فتفتح أيضا ضاد قاض كما تفتح لام تغلب عند بعض العرب. وذا القلب مفعول بأول أى صاحب القلب وانفتاحا مفعول ثان بأول. ثم قال :
(وفعل* وفعل عينهما افتح وفعل)
__________________
(٢٠٤) البيت من الطويل ، وهو لتميم بن مقبل فى ملحق ديوانه ص ٣٦٢ ، وأساس البلاغة ص ٣١٩ (عين) ، ولذى الرمة فى ملحق ديوانه ص ١٨٦٢ ، ولسان العرب ٣ / ٢٩٨ (عون) ، ولعمارة فى شرح المفصل ٥ / ١٥١ ، والمحتسب ١ / ١٣٤ ، ٢ / ٢٣٦ ، وللفرزدق فى المقاصد النحوية ٤ / ٥٣٨ ، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى ٣ / ٧٢٨ ، وشرح التصريح ٢ / ٣٢٩ ، والكتاب ٣ / ٣٤١ ، ولسان العرب (حنا).
والشاهد فيه قوله : «الحانوى» ونسبته إلى «الحانة» على غير قياس ، والقياس : حانىّ.