المحسوس ، وأما إزالة الختام عن الشرح ؛ فلأنه مستور لا يشتغل به إلا بعد
ختامه ، ويحتمل هذا فى المشروح أيضا ؛ لأنه لا يتفهم منه إلا بعد تمامه ، وفى بعض
النسخ قوضت بالقاف ثم الواو من التقويض ، وهو نقض البناء من غير هدم ، وفى موضع
الختام فى هذه النسخة الخيام بالمثناة أسفل جمع خيمة ، وهو بمعنى ما قبله ؛ لأن
المراد إزالة الساتر عن الاشتغال بالشرح بختامه (بعد ما كشفت عن وجوه خرائده
اللثام) شبه معانى الكتاب فى حسنها واحتجابها على الأفهام بالخرائد ، وهى الجوارى
المستحسنات فاستعار لها الخرائد وذكر اللثام ، وهو ما يوضع على الفم والوجوه ترشيح
(و) بعد ما (وضعت كنوز فرائده) إلى محاسن علومه التى هى كالكنوز فى خفائها ،
والفرائد فى الأصل الجواهر المستحسنة ثم استعيرت لمحاسن العلم (على طرف الثمام)
متعلق بوضعت ، أى : وضعت تلك العلوم على حد الثمام وطريقته ، والثمام نبت سهل
التناول. وما كان على حده وطريقته فى السهولة يكون سهل التناول ، وبعدية التقويض
عن كشف أستار الكتاب إنما تتم إذا أريد به كما تقدم رفع الحجاب بينه وبين الناس فى
تمكنهم من مطالعته ، ولا شك أن ذلك يكون بالاختتام الذى هو بعد تفسيره وكشف أستاره
(سعد الزمان) بظهور الخير فيه وهو جواب لما (وساعد الإقبال) أى : وافقنى بعد
الإباية على كل مطلوب (ودنا المنى) أى : قرب ما أتمنى بظهور أمارته (وأجابت الآمال)
أى وافقتنى فى الاتصال بها مرجواتى بعد الإباية ، ونسبة السعادة إلى الزمان
والمساعدة للإقبال مجاز عقلى ، والمراد أهلهما. ودنو المنى بدنو زمانه ، فهو على إسقاط
المضاف ، وشبه الآمال بإنسان مجيب بعد الطلب فى حصول المراد فى الجملة فأضمر
التشبيه فى النفس كناية ، وذكر الإجابة تخييلا (وتبسم) عطف على سعد (فى وجوه رجائى
المطالب) شبه المطالب بإنسان مرغوب منه التناول متبسم ، وشبه الرجاء بإنسان طالب
استعارة بالكناية فيهما ، وإضافته إلى الأول الوجه ، وإلى الثانى التبسم تخييل ،
والمراد إقبال المطالب بعد بعدها ، ثم بين سبب سعادة الزمان وإقبال المطالب بقوله (ب)
سبب (أن توجهت تلقاء) أى جهة (مدين) أى : مكان شبيه بمدين ، وهو مكان شعيب عليهالسلام فى حصول المآرب فيه ، فهو استعارة من العلم ويأتى وجه