قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    مواهب الفتّاح في شرح تلخيص المفتاح [ ج ١ ]

    مواهب الفتّاح في شرح تلخيص المفتاح

    مواهب الفتّاح في شرح تلخيص المفتاح [ ج ١ ]

    تحمیل

    مواهب الفتّاح في شرح تلخيص المفتاح [ ج ١ ]

    56/688
    *

    (٤٨٧) و «أنّى» : تستعمل تارة بمعنى «كيف» ؛ نحو : (فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ)(١) ، وأخرى بمعنى «من أين» ؛ نحو : (أَنَّى لَكِ هذا)(٢).

    (٤٨٨) ثم إن هذه الكلمات كثيرا ما تستعمل فى غير الاستفهام ؛ كالاستبطاء ؛ نحو : كم دعوتك؟ ، والتعجّب ؛ نحو : (ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ)(٣) ، والتنبيه على الضلال ؛ نحو : (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ)(٤) ، والوعيد ؛ كقولك لمن يسىء الأدب : «ألم أؤدّب فلانا؟» إذا علم المخاطب ذلك ، والتقرير بإيلاء المقرّر به الهمزة ؛ كما مر (٥) ، والإنكار كذلك ؛ نحو : (أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ)(٦) ؛ (أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا)(٧) ؛ ومنه : (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ)(٨) أى : الله كاف عبده ؛ لأنّ إنكار النفى نفى له ، ونفى النفى إثبات ؛ وهذا مراد من قال : «إنّ الهمزة فيه للتقرير بما دخله النفى لا بالنفي» .

    (٤٩٣) ولإنكار الفعل صورة أخرى ، وهى نحو : أزيدا ضربت أم عمرا؟ لمن يردّد الضرب بينهما. والإنكار : إمّا للتوبيخ ، أى : ما كان ينبغى أن يكون ؛ نحو : أعصيت ربّك؟ أو لا ينبغى أن يكون ؛ نحو : أتعصى ربّك؟ أو للتكذيب ، أى : لم يكن ؛ نحو : (أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ)(٩) ، أو لا يكون ؛ نحو : (أَنُلْزِمُكُمُوها)(١٠) والتهّكم ؛ نحو : (أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا)(١١) ، والتحقير ؛ نحو : مّن هذا؟ والتهويل ؛ كقراءة ابن عباس ـ رضى الله عنه ـ : (وَلَقَدْ

    __________________

    (١) البقرة : ٢٢٣.

    (٢) آل عمران : ٣٧.

    (٣) النمل : ٢٠.

    (٤) التكوير : ٢٦.

    (٥) فى حقيقة الاستفهام من إيلاء المسئول عنه الهمزة.

    (٦) الأنعام : ٤٠.

    (٧) الأنعام : ١٤.

    (٨) الزمر : ٣٦.

    (٩) الإسراء : ٤.

    (١٠) هود : ٢٨.

    (١١) هود : ٨٧.