قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    مواهب الفتّاح في شرح تلخيص المفتاح [ ج ١ ]

    مواهب الفتّاح في شرح تلخيص المفتاح

    مواهب الفتّاح في شرح تلخيص المفتاح [ ج ١ ]

    تحمیل

    مواهب الفتّاح في شرح تلخيص المفتاح [ ج ١ ]

    528/688
    *

    على الشيء بالواو وشبهها يوجب التشريك فى الحكم ، فإذا لم يقصد وجب تركه لاقتضائه خلاف المراد ، وحاصله : أن الجملة التى لها محل من الإعراب إن لم يقصد تشريك الثانية للأولى فى حكم إعرابها وجب ترك العطف فى الواو وما يشبهها ، وإن قصد فإن وجد الجامع عطفت وإلا وجب الترك أيضا فى باب البلاغة ، فآل الأمر إلى أن المعتبر فى باب البلاغة فى الحقيقة هو وجود الجامع ، فلو جعله محل التقسيم كان أنسب ؛ لأن منع العطف لعدم قصد التشريك تكفل به النحو فافهم ، ثم مثل لما لم يقصد فيه التشريك فوجب فيه ترك العطف ، فقال وذلك (نحو) قوله تعالى حكاية لحال المنافقين ((وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ)) (١) أى : وإذا أفضى المنافقون إلى شياطينهم من الكافرين فى خلوة عن أصحاب محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ((قالُوا*)) لشياطينهم ((إِنَّا مَعَكُمْ)) بقلوبنا ومن جهتكم فى عداوة المسلمين بالثبات على الكفر ((إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ)) بالمسلمين فيما نظهر لهم من المداراة قال تعالى ((اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ)) (٢) بمجازاتهم باللعن ، والطرد عن الرحمة فى مقابلة استهزائهم بالمؤمنين ودين الإسلام فقوله (إِنَّا مَعَكُمْ) فى موضع نصب بقالوا فهو محكى به و(لم يعطف الله يستهزئ بهم على إنا معكم) الذى هو محكى لقالوا (لأنه) أى : لأن قوله تعالى الله (يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) من قوله تعالى ، (وليس من مقولهم) فلو عطف عليه اقتضى كونه مقولا لهم ، وليس كذلك ففصله بترك العطف ، وإنما قال لم يعطف (يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) على (إِنَّا مَعَكُمْ) ولم يقل لم يعطف على (إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ) لأن (إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ) تابع ل (إِنَّا مَعَكُمْ) والعطف على المتبوع هو الأصل.

    ولو كان حكم التابع فى العطف عليه حكم المتبوع فيلزم لو كان معطوفا على التابع كونه مقولا لهم أيضا ، وتبعية (إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ إِنَّا مَعَكُمْ) إما على التأكيد ؛ نظرا إلى أن الاستهزاء بالإسلام نفى له ، ونفى الإسلام يقتضى الثبات على الضد الذى هو الكفر وهو معنى إنا معكم ، وإما على البدلية الاشتمالية ؛ لأن من استهزأ

    __________________

    (١) البقرة : ١٤.

    (٢) البقرة : ١٥.