وقال حميد بن زنجويه : حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال : «إن مثل القرآن كمثل رجل انطلق يرتاد لأهله منزلا ، فمرّ بأثر غيث ، فبينما هو يسير [فيه] (١) ويتعجب منه إذ هبط على روضات دمثات ، فقال : عجبت من الغيث الأول فهذا أعجب وأعجب ، فقيل له : إنّ مثل الغيث الأول مثل عظم القرآن ، وإن مثل هذه الروضات الدمثات مثل آل حم في القرآن» أورده البغوي (٢).
وروى أبو عبيد عن بعض السلف ـ منهم محمد بن سيرين ـ كراهة أن يقال : الحواميم ، وإنما يقال : آل حم (٢).
وفي الترمذي عن ابن عباس قال : «قال أبو بكر [رضياللهعنه للنبي صلىاللهعليهوسلم] (١) : يا رسول الله ، قد شبت؟ قال : شيّبتني هود ، والواقعة ، والمرسلات ، وعمّ يتساءلون ، وإذا الشمس كوّرت» (٣). خصّ هذه السور بالشيب لأنهنّ أجمع لكيفية القيامة وأهوالها من غيرهن. ولهذا قال [في] (٤) حديث آخر : «من أحبّ أن يرى القيامة رأي العين فليقرأ : (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) (التكوير : ١)» (٥).
وروى [الترمذي] (٥) من حديث ابن عباس ومن (٦) حديث أنس : «إذا زلزلت تعدل نصف القرآن ، (٧) [وقل يأيها الكافرون تعدل ربعه» (٨). وقال في كل منهما : غريب.
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٢) تقدم تخريج الحديث في ١ / ٣٤٦.
(٣) أخرجه الترمذي في السنن ٥ / ٤٠٢ كتاب تفسير القرآن (٤٨) ، باب ومن سورة الواقعة (٥٧) ، الحديث (٣٢٩٧) ، وأخرجه الحاكم في المستدرك ٢ / ٣٤٣ كتاب التفسير باب مثل أهل بيتي ... ، وقال (على شرط البخاري) ووافقه الذهبي.
(٤) ليست في المخطوطة.
(٥) الحديث من رواية ابن عمر رضياللهعنه ، أخرجه أحمد في المسند ٢ / ٢٧ ، وأخرجه الترمذي في السنن ٥ / ٤٣٣ كتاب تفسير القرآن (٤٨) ، باب ومن سورة (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) (٧٤) ، الحديث (٣٣٣٣) ولفظهما (من سره أن ينظر ...) ، وأخرجه الحاكم في المستدرك ٢ / ٥١٥ كتاب التفسير ، باب تفسير سورة (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) وقال (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي ، وذكره السيوطي في الدر المنثور ٦ / ٣١٨ وعزاه أيضا لابن المنذر وابن مردويه.
(٦) عبارة المخطوطة (وهو من حديث أنس) والحديث يروى عنهما.
(٧) ساقط من المخطوطة.
(٨) حديث أنس رضياللهعنه ، أخرجه الترمذي في السنن ٥ / ١٦٥ كتاب فضائل القرآن (٤٦) ، باب ما جاء في إذا زلزلت (١٠) ، الحديث (٢٨٩٣) ، وذكره السيوطي في الدر المنثور ٦ / ٣٧٩ ضمن تفسير سورة الزلزلة وعزاه