مَثَلاً) (الزخرف : ١٧) [بيّن] (١) ذلك بقوله في النحل : (وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى) (الآية : ٥٨).
وذكر الله [تعالى] (٢) الطلاق مجملا ، وفسّره في سورة الطلاق. وقال تعالى : (إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) (المؤمنون : ٦) فاستثنى الأزواج وملك اليمين ، ثم حظر تعالى الجمع بين الأختين ، وبين الأم والابنة والرابّة بالآية الأخرى (النساء : ٣٣).
ومنه قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ) (الزمر : ٣) فإن ظاهره مشكل ؛ لأن الله سبحانه قد هدى (٣) كفارا [كثيرا] (١) وماتوا مسلمين ، وإنّما المراد : لا يهدي من كان في علمه أنه قد حقّت عليه كلمة العذاب ، وبيانه بقوله تعالى في السورة : (أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ) (الزمر : ١٩) وقوله في سورة أخرى : (إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ* وَلَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ) (يونس : ٩٦ و ٩٧).
ومنه قوله تعالى : (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ) (البقرة : ١٨٦) وكثير من الناس يدعون فلا يستجاب لهم ، وبيانه بقوله تعالى : (بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ) (الأنعام : ٤١) فبيّن أنّ الإجابة متعلقة بالمشيئة ؛ على أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم قد فسّر الإجابة بقوله : «ما من مسلم دعا الله بدعوة ليس فيها قطيعة رحم ولا إثم إلاّ أعطاه الله إحدى ثلاث خصال : إمّا أن يعجّل دعوته ، وإما أن يدخّرها له في الآخرة ، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها» (٤).
ومنه قوله تعالى : (وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها) (الشورى : ٢٠) وكثير من
__________________
(١) ساقطة من المخطوطة.
(٢) ليست في المطبوعة.
(٣) في المخطوطة (أهدى).
(٤) الحديث أخرجه أحمد في المسند ٣ / ١٨ ، في مسند أبي سعيد الخدري رضياللهعنه ، وأبو يعلى في المسند ٢ / ٢٩٦ ، الحديث (٤٦ / ١٠١٩) في مسند أبي سعيد الخدري رضياللهعنه. والحاكم في المستدرك ١ / ٤٩٣ ، كتاب الدعاء والتكبير والتهليل والتسبيح والذكر ، وقال : «صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، والبيهقي في «شعب الإيمان» (السيوطي ، جمع الجوامع ص ٧٢٨).