يملك اي تبرير لكفره.
والواقع ان التأويل الحق والشامل لهذه الآية انما يكون عند تحقق وعد الله بالتمكين التام للدين المختار ، في كل أقطار الأرض ، كما جاء في أحاديث مأثورة عن النبي صلّى الله عليه وآله انه قال :
«زويت لي الأرض ، فأريت مشارقها ومغاربها ، وسيبلغ أمتي ما زوي لي منها»
وقال ـ صلّى الله عليه وآله ـ :
«لا يبقى في الأرض بيت مدر ولا وبر الا ادخله الله كلمة الإسلام بعز عزيز ، أو ذل ذليل ، أما ان يعزهم الله فيجعلهم من أهلها ، واما أن يذلهم فيدينون بها» (١)
أما متى يتحقق ذلك؟ فانه إنما يتحقق عند قيام المهدي من آل محمد حيث جاء في حديث اتفق عليه المسلمون :
«لو لم يبق من الدنيا الا يوم ، لطوّل الله ذلك اليوم حتى يلي رجل من عترتي ، اسمه اسمي ، يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا» (٢)
[٥٦] وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
ان اقامة الصلاة وإيتاء الزكاة من التشريعات الالهية التي تدخل ضمن نطاق طاعة الله سبحانه ، لذلك فهما لا يكفيان دون طاعة الرسول ، ولعل المراد بالرحمة
__________________
(١) المصدر / ص ٦٢١.
(٢) تفسير «نمونه» / ج ١٤ / ص ٥٣٠.