الاستمرار ، فاذا دلت على الماضي فذلك يعني ان الشيء الذي سبق كل هذه
الحياة انما هو قدرة الله ، اذن فهي التي ستبقى لأنها كانت ولم تكن الحياة ، وسوف
تكون بعد ان تنتهي الحياة.
الباقيات الصالحات :
[٤٦] (الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ
الدُّنْيا)
لأنها أشياء
تشبه تلك النباتات التي تختلط وتلتف ببعضها ، وهي زينة يجب ان يستفيد الإنسان منها
على هذا الأساس لا أكثر ، اما إذا أراد ان يعتمد عليها اعتمادا كليا فسوف يسقط.
والوردة
الجميلة الجذابة ذات العبق الطيب انما هي زينة ، ولا يمكن ان تستند عليها لأنها
تقع ولو فعلت ذلك فستقع معها.
والمال والبنون
هكذا ، فبقدر ما تتعب وتحصل على المال وتبني بيتا تستفيد منه ، أو تحصل على بنين
يسر قلبك لمرآهم ، وترتاح نفسيا بهم ، بهذا المقدار سائغ لك ، أما أن تغترّ بالمال
والبنين فهذا خطأ كبير ، لأن هذا المال ليس باق وحتى إذا بقي فأنت لا تبقى له ،
والبنون لا يبقون لك أو لا تبقى معهم ، وينتهي دورهم بانتهاء دور الزينة. فما الذي
يبقى لك؟
عملك هو الذي
يبقى. وما تدخره لنفسك من الصالحات هو الذي يدوم ، وهو الذي يشكل زينة الحياة
الآخرة.
(وَالْباقِياتُ
الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً)
فبدل أن تدخر
جهدك في الأموال وتكدّسها على بعضها ثم تذهب في لحظة