بحذف التنوين من «حميد». وكذلك قوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ)(١) ، في قراءة من حذف التنوين من «أحد» ما لم يكن الساكن باء «ابن» ، أو المتحرك باء «بنت» ، فإنّه يحذف التنوين فيه ، وذلك إذا وقع بين اسمين علمين ، أو ما يقارب العلمين ، وهو الكنية ، صفة غير مصغرة ، ولا مثنى ، ولا مجموع.
وحذف التنوين على خلاف. منهم من يحذفه لكثرة الاستعمال مع جعل الصفة وموصوفها كالشيء الواحد خاصة ، ولذلك تحذفه إذا لقي تاء التأنيث ، مثل قوله : «هذه هند ابنة فلانة» ، على لغة من يصرف «هندا».
ومنهم من يحذف التنوين لما ذكر من التقاء الساكنين ويقول : «هذه هند بنت فلانة».
ولا يجوز إثبات التنوين في الموصوف ب «ابن» إذا كان «ابن» على ما ذكر ، إلّا في ضرورة ، مثل قوله [من الرجز]
٧٦٩ ـ جارية من قيس ابن ثعلبه
__________________
محل جر بالإضافة. «أخو» : نعت ثان ل «حميد» مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف. «الخمر» : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. «ذو» : نعت ثالث ل «حميد» مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف. «الشيبة» : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. «الأصلع» : نعت رابع مرفوع بالضمة.
وجملة : «هو حميد» ابتدائية لا محل لها. وجملة «أمج داره» : جملة اسمية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
والشاهد فيه قوله : «حميد» حيث حذف التنوين من هذه الكلمة للتخلص من التقاء الساكنين للضرورة.
(١) سورة الإخلاص : ١ ـ ٢.
٧٦٩ ـ التخريج : الرجز للأغلب العجليّ في ديوانه ص ١٤٨ ؛ وخزانة الأدب ٢ / ٢٣٦ ؛ والدرر ٣ / ٣٦ ؛ وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣١٢ ؛ وشرح المفصل ٢ / ٦ ؛ والكتاب ٣ / ٥٠٦ ؛ ولسان العرب ١ / ٢٣٨ (ثعلب) ؛ وبلا نسبة في الخصائص ٢ / ٤٩١ ؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢ / ٥٣٠ ؛ وشرح التصريح ٢ / ١٧٠ ؛ ولسان العرب ١ / ٦٥٩ (قبب) ؛ وهمع الهوامع ١ / ١٧٦.
الإعراب : جارية : خبر لمبتدأ محذوف مرفوع بالضمّة. من قيس : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لجارية. بن : صفة مجرورة بالكسرة. ثعلبة : مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف ، وسكّن لضرورة الشعر.
وجملة «هي جارية» : ابتدائية لا محلّ لها.
والشاهد فيه قوله : «من قيس» حيث نون (قيس) وهو الموصوف بابن لضرورة شعرية.