باب ما يحذف منه التنوين لكثرة الاستعمال
أصل التنوين أن يكسر لالتقاء الساكنين. وإن شئت لغير التقاء الساكنين ، ولا يحذف لالتقاء الساكنين إلّا في ضرورة ، مثل قوله [من الكامل] :
٧٦٦ ـ عمرو الذي هشم الثريد لقومه |
|
ورجال مكّة مسنتون عجاف |
__________________
٧٦٦ ـ التخريج : البيت لمطرود بن كعب الخزاعي في الاشتقاق ص ١٣ ؛ وأمالي المرتضى ٢ / ٢٦٨ ؛ ومعجم الشعراء ص ٢٠٠ ؛ ولعبد الله بن الزبعرى في أمالي المرتضى ٢ / ٢٦٩ ؛ ولسان العرب ٢ / ٤٧ (سنت) ، ١٢ / ٦١١ (هشم) ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ١٤٠ ؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ١١ / ٣٦٧ ؛ ورصف المباني ص ٣٥٨ ؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢ / ٥٣٥ ؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٨٩ ؛ وشرح المفصل ٩ / ٣٦ ؛ والمقتضب ٢ / ٣١٢ ، ٣١٦ ؛ والمنصف ٢ / ٢٣١ ؛ ونوادر أبي زيد ص ١٦٧.
المعنى : كان عمرو أو هاشم بن عبد مناف من أكرم وأنبل أهل مكة ضيافة لحجاج بيت الله ، وكان يقدم الطعام لقومه حين يصيبهم الجدب.
الإعراب : «عمرو» : خبر لمبتدأ محذوف (أو بحسب ما قبلها) مرفوع وعلامة رفعه الضمة. «الذي» : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة. «هشم» : فعل ماض مبني على الفتح الظاهر على آخره ، والفاعل : ضمير مستتر جوازا تقديره هو. «الثريد» : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. «لقومه» : «اللام» : حرف جر ، «قوم» : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة ، والضمير في محل جرّ بالإضافة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل «هشم». «ورجال» : «الواو» : حالية ، «رجال» : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. «مكة» : مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. «مسنتون» : خبر أول مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. «عجاف» : خبر ثان مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
وجملة «هشم» : فعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة «رجال مكة ...» اسمية في محل نصب حال.
والشاهد فيه قوله : «عمرو» حذف التنوين للتخلص من التقاء الساكنين ، سكون التنوين وسكون اللام في «الذي» للضرورة.