برفع «أحسن». وتقول في النفي في الإفراد : «ما أحسنت» ، وفي التثنية والجمع : «ما أحسنّا».
واعلم أنّ كلّ فعل يتصل به ضمير المتكلم المنصوب فإنه يلزمه نون الوقاية إلا فعل التعجب ، فإنّك في إلحاقها بالخيار ، وسبب ذلك شبهه بالاسم وإذا كانوا قد يتركونها في مثل قوله [من الوافر] :
٤١٩ ـ [تراه كالثّغام يعلّ مسكا] |
|
يسوء الفاليات إذا فليني |
مع أنّه لم يخرج عن أصله كفعل التعجب. فأقلّ مراتب هذا أن يجوز فيه ذلك.
__________________
٤١٩ ـ التخريج : البيت لعمرو بن معديكرب في ديوانه ص ١٨٠ ؛ وخزانة الأدب ٥ / ٣٧١ ، ٣٧٢ ، ٣٧٣ ؛ والدرر ١ / ٢١٣ ؛ وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣٠٤ ؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٢١٣ ؛ والكتاب ٣ / ٥٢٠ ؛ ولسان العرب ١٥ / ١٦٣ (فلا) ؛ والمقاصد النحوية ١ / ٣٧٩ ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ١ / ٨٥ ؛ وجمهرة اللغة ص ٤٥٩ ؛ وشرح المفصل ٣ / ٩١ ؛ ولسان العرب ٢ / ٢٤٦ (حيج) ؛ والمنصف ٢ / ٣٣٧ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٦٥.
اللغة : الثغام : نبت إذا يبس ابيض لونه. يعل : يشرب بعد الشربة الأولى. يفلي : يفتش في الشعر عن القمل.
المعنى : ترى شعرك أصبح مختلطا أسوده بأبيضه ، نعم وهذا ما يسوء الغانيات فيبتعدن عني ، فقد أصبح هذا الشعر لك وحدك.
الإعراب : تراه : فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، و «الفاعل» : ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. كالثغام : جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة. يعل : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة الظاهرة ، و «نائب الفاعل» : ضمير مستتر جوازا تقديره هو. مسكا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره. يسوء : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة و «الفاعل» : ضمير مستتر جوازا تقديره هو. الغانيات : مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم. إذا : ظرف مبني على السكون في محل نصب متعلق بالفعل يسوء. فليني : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة المحذوفة ، و «الياء» : ضمير متصل في محل رفع فاعل ، و «الياء» : ضمير متصل في محل رفع فاعل.
وجملة «تراه» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «يعل مسكا» : في محل نصب حال. وجملة «يسوء» : في محل نصب حال. وجملة «فليني» في محل جر بالإضافة.
والشاهد فيه قوله : «فليني» حيث حذفت نون النسوة والأصل فيه (فلينني) وبقيت نون الوقاية لأنها الصون للفعل ووقاية له.