فالجواب : إنّ هذا ضرورة ، وقد يحتمل أن يكون «مكحول» من صفة «حاجب» ، و «العين» معطوفة على الضمير في «مكحول» ، كأنّه قال : مكحول هو والعين ، وهذا أولى ، وقدم المعطوف على المعطوف عليه ، وذلك سائغ. ومنهم من حمله على الترخيم ضرورة ، وهذا فاسد ، لأن الترخيم في الشعر لا يجوز إلّا حيث يجوز في الكلام ، والصفة لا ترخّم.
وبأن يكون المؤنّث له مذكّر من غير لفظه ، نحو : «اثنان».
وأمّا «الأذن» فمؤنثة بدليل قولهم في تصغيرها : «أذينة» ، وإخبارهم عنها إخبار المؤنّث ، ووصفهم لها بالمؤنث. قال الله تعالى : (أُذُنٌ واعِيَةٌ)(١) فأخبر عنها إخبار المؤنث ، وقال تعالى : (وَتَعِيَها)(٢).
وفيها لغتان : إسكان الذال ، وضمّها.
وأما «الكبد» فمؤنثة بدليل الإخبار عنها ، تقول : «هي الكبد» ، بدليل تصغيرها «كبيدة». وفيها ثلاث لغات : كبد ، وكبد ، وكبد ، على مثال : فعل ، وفعل ، وفعل.
وأما «الكرش» فمؤنّثة ، تقول : هي الكرش ، وفيها لغتان : كرش وكرش. وأما «الورك» فمؤنثة. تقول : «هذه ورك» ، و «هي الورك». وتوصف بالمؤنث ، وتقول : «هذه ورك موريّة» ، أي : غليظة. وفيها لغتان : ورك ، وورك.
وكذلك «الفخذ» مؤنثة ، لإخبارهم عنها إخبار المؤنث. تقول : «انكسرت فخذه».
__________________
الإعراب : «إذ» : ظرف مبني على السكون في محل نصب متعلق بلفظ في بيت سابق. «هي» : ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ. «أحوى» : خبر مرفوع بالضمة المقدرة. «من الربعيّ» : جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة من «أحوى». «حاجبه» : مبتدأ مرفوع بالضمة ، والخبر محذوف دل عليه خبر «العين» ، و «الهاء» : ضمير متصل في محلّ جر بالإضافة. «والعين» : «الواو» : عاطفة ، «العين» : مبتدأ مرفوع بالضمة. «بالإثمد» : جار ومجرور متعلقان باسم المفعول مكحول. «الحاريّ» : صفة مجرورة بالكسرة. «مكحول» : خبر مرفوع بالضمة.
وجملة «هي أحوى» : في محل جر بالإضافة. وجملة «حاجبه» والخبر المحذوف في محل رفع صفة لـ «أحوى». وجملة «العين مكحول» : معطوفة على ما قبلها في محل رفع.
والشاهد فيه قوله : «والعين بالإثمد الحاري مكحول» أخبر بمكحول وهو وصف مذكر عن العين وهي مؤنثة ، وهذا يحمل على الضرورة أو على كون «مكحول» صفة من «حاجب».
(١) سورة الحاقة : ١٢.
(٢) سورة الحاقة : ١٢.