و «جور» و «ماه» (١) ، فامتنعت الصرف لاجتماع التعريف مع التأنيث مع العجمة ، ولو لم يضف له التأنيث لكان مصروفا.
قوله : ومنها كل اسم على وزن الفعل المستقبل .. الفصل.
كل اسم على وزن الفعل المستقبل ، فلا يخلو أن يكون منقولا من فعل أو لا يكون. فإن كان غير منقول من فعل ، فإنّه يمتنع الصرف لوزن الفعل والتعريف ، كرجل سمّي «أفكل».
فإن كان منقولا من فعل ، فلا يخلو أن يسمّى به وفيه ضمير ، أو لا يكون فيه ضمير. فإن سمّيت به وفيه ضمير ، فالحكاية ليس إلّا ، مثل قول الشاعر [من الرجز] :
٥٩٨ ـ نبّئت أخوالي بني يزيد |
|
ظلما علينا لهم فديد |
فإن سميّت به وليس فيه ضمير ، فإنّه يمتنع الصرف لوزن الفعل والتعريف. فإن نكرته بعد التسمية ، فإنّه ينصرف قولا واحدا سواء كان منقولا من فعل أو لم يكن ، لأنّه لم يبق فيه
__________________
(١) جور وماه : مدينتان بفارس
٥٩٨ ـ التخريج : الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص ١٧٢ ؛ وخزانة الأدب ١ / ٢٧٠ ؛ وشرح التصريح ١ / ١١٧ ؛ والمقاصد النحوية ١ / ٣٨٨ ، ٤ / ٣٧٠ ؛ وبلا نسبة في شرح المفصل ١ / ٢٨ ؛ ولسان العرب ٣ / ٢٠٠ (زيد) ، ٣٢٩ (فدد) ؛ ومجالس ثعلب ص ٢١٢ ؛ ومغني اللبيب ٢ / ٦٢٦.
شرح المفردات : نبئت : أخبرت. الفديد : الجلبة والصياح.
المعنى : يقول : لقد أخبرت أن بني يزيد يكثرون من الصياح علينا ليلحقوا بنا الأذى.
الإعراب : «نبئت» : فعل ماض للمجهول ، والتاء ضمير في محلّ رفع نائب فاعل. «أخوالي» : مفعول به ثان منصوب ، وهو مضاف ، والياء ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. «بني» : بدل من «أخوال» منصوب بالياء لأنّه ملحق بجمع المذكر السالم ، وهو مضاف. «يزيد» : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدّرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية. «ظلما» : مفعول لأجله منصوب. «علينا» : جار ومجرور متعلّقان بـ «ظلما» أو «فديد». «لهم» : جار ومجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ. «فديد» : مبتدأ مؤخّر مرفوع بالضمّة.
وجملة : «نبئت» الفعليّة ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة : «لهم فديد» الاسميّة في محلّ نصب مفعول به ثالث لـ «نبّئت».
الشاهد : قوله : «يزيد» حيث سمّى به ، وأصله فعل مضارع ماضيه «زاد» مشتمل على ضمير مستتر فيه جوازا تقديره «هو» فهو منقول من جملة مؤلّفة من فعل وفاعل.