وافتتان
، ظهر في « المعتزلة » في مظهر « مفتّشي العقائد » بلا مسوّغ من شرع ولا عقل ، فظهر منهم ظلم كثير على مدى حكومة المأمون والمعتصم والواثق.
ـ الجماعة الثالثة : اتّبعت في ذلك منهجاً وسطاً يقول : «
ما دلَّك القرآن عليه من صفته فائتمَّ به واستضىء بنور هدايته.. وما كلَّفك الشيطان علمه ممّا ليس في الكتاب عليك فرضه ، ولا في سنّة النبي صلىاللهعليهوآله
وأئمّةِ الهدى أثَرُه ، فكِلْ علمهُ إلى الله سبحانه »
.
فهناك في القرآن الكريم
محكمات يُستضاء بنورها ويؤتمّ بها ، وفي سنّة النبي صلىاللهعليهوآله وأئمّة الهدى بيان صدق لا تشوبه شائبة وفيه
تمام الهدى ، وليس وراء ذلك شيء إلّا إيكال العلم إلى الله تعالى.
ورأي هذه الجماعة في التوحيد
: « إنّ للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب : مذهب إثبات بتشبيه ، ومذهب النفي ، ومذهب إثبات بلا تشبيه.. فمذهب الإثبات بتشبيه لا يجوز.. ومذهب النفي لا يجوز.. والطريق في المذهب الثالث : إثبات بلا تشبيه » إذن لا تعطيل ، إنّما هو إثبات ولكن بلا
تشبيه.
ويقول الإمام علي عليهالسلام : « ما وحَدَّه من كيّفه.. ولا إيّاه عنى من شبّهه » في نفي التكييف التشبيه.
ويقول عليهالسلام : « لا يجري عليه السكون والحركة.. ولا يوصَف بشيء من الأجزاء ولا الجوارح والأعضاء.. ولا يقال له حَدّ.. ولا أنّ الأشياء تحويه.. أو
أنّ
_____________